خفية في الآونة الأخيرة، على انتزاع وإخفاء معظم الإشارات العمودية المتعلقة بتحديد السرعة على طول الجزء الرابط بين بوسماعيل وعاصمة الولاية للطريق الوطني رقم 11، سيما تلك التي تتعلق بالسرعة الأقل من80، وتبقى الأسباب الخفية التي أفرزت هذه الظاهرة الغريبة، مجهولة إلى حد الساعة. وإذا كانت مافيا المواد المسترجعة، والتي يعتبر الحديد أحد عناصرها الأساسية، تحتفظ بالقسط الأكبر من مواضيع الإهتمام في مثل هذه الحالات، بحيث لاتتردد عناصر هذه الشبكة في الإستيلاء على كل ما هو قابل للتسويق والرسكلة، ولايهمها الأمر إن كان يتسبب في تعطيل المصالح العمومية، بقدر ما يهمها الكسب السريع وقبض المال الوفير، فإن إنتقاء الإشارات المعنية بتخفيض السرعة دون سواها، يطرح على الملاحظين أكثر من علامة استفهام حول الجهة الحقيقية التي تقف وراء الظاهرة اللغز التي تفاقمت في الفترة الأخيرة، بدون سابق إنذار، غير أنه يحتمل بأن يكون وراء الظاهرة أفراد عائلات السائقين الذين يمتهنون السياقة لكسب قوت يومهم، فإنتزعت منهم رخصهم لأسباب تتعلق بتجاوز السرعة القانونية، مما يفرز حالات اجتماعية صعبة لعائلاتهم، وفي كل هذه الحالات، فإن الذي أضحى جليا هنا، هو كأن تلك الجهة الخفية تستغل هيجان الشباب عقب مقابلات كرة القدم، سيما حين يصعب على الفرق المحلية إفتكاك تأشيرة الفوز بسهولة، بحيث يلجأ المناصرون حينها إلى العودة إلى ديارهم مشيا على الأقدام في ظل مناوشات ومسيرات فوضوبة، تحمل في طياتها تهديدا محدقا بالمصالح العمومية، ومهما كانت الجهة التي أخذت على عاتقها إنتزاع وإخفاء ذات الإشارات، فإن الأمر يبقى في كل الحالات دليلا على التذمر والإستنكار على ما يحصل بالمنطقة.