الأسبوع أحداث عنف متجددة ببريان لكن ليس بين طائفتين بل بين مجموعة من الشباب وقوات مشتركة من الأمن والدرك الوطني بحي بودواية الشعبي والمعروف بالشعبة ، وتعتبر مواجهات يوم الخميس الأعنف بعد مواجهات يوم الأربعاء مساء أين تمكنت قوات مكافحة الشغب من إحتواء الوضع دون الحيلولة لغلق الطريق الوطني رقم واحد العابر للحي المذكور والذي أغلق في وجه حركة المرور أكثر من 20مرة منذ اندلاع مسلسل العنف ببريان شهر مارس سنة 2008. أحداث الخميس الماضي اندلعت في حدود منتصف النهار في الوقت الذي كانت فيه المدينة هادئة بعد تجدد الأحداث يوم الثلاثاء مساء ، حينما حاولت مجموعة من الشباب إحداث الشغب في الطريق الوطني مما أدى إلى تدخل قوات مكافحة الشغب التابعة للوحدات الجمهورية للأمن الوطني التي لاحقت الشباب داخل الحي ، استعملت القنابل المسيلة للدموع وقد تعرضت قوات الأمن لوابل من الحجارة والقطع الحديدية ، في نفس الأثناء تدخلت قوات التدخل السريع للدرك الوطني لمواجهة المشاغبين جنبا لجنب مع قوات الأمن من أجل السيطرة على الوضع المتدهور داخل الحي أين كثفت القوات من استعمال القنابل المسيلة للدموع للسيطرة على الوضع ووضع حد للإنفلات الأمني ، استمرت المواجهات في عدد من شوارع الحي وكذا على مستوى نهج عبد الرحمان بحبح المؤدي إلى حي كاف حمودة إلى غاية الرابعة مساء أين تمكنت القوة المشتركة من اعتقال أكثر من 50شخصا ، تم تدوين محاضر بشأنهم قبل إحالتهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بريان هذا الصباح. ومن المنتظر أن توجه لهم تهم التجمهر والتجمهر المسلح حمل سلاح أبيض وكذا غلق طريق عمومي.وقد شهدت العملية تنسيقا محكما بين الأمن والدرك الوطني وهي إستراتيجية جديدة لوضع حد للإنفلات الأمني الذي شهدته المدينة منذ أكثر من سنة. وهو ما أشار إليه المسؤولون سابقا حيث سبق للوزير المنتدب لدى وزير الداخلية المكلف بالجماعات المحلية دحو ولد قابلية وأن صرح في لقاء له مع الأعيان ، أن الدولة ستضرب بيد من حديد في حال تجدد مظاهر العنف بعد أن فشلت كل المساعي ومحاولات التهدئة التي تبنتها الحكومة في التعامل مع الأزمة بكل حكمة ورزانة ، وقد تدعمت أمسية الأربعاء قوات الدرك بوحدات إضافية من تيلغمت و ورقلة أين تحولت مدينة بريان إلى أشبه بمنطقة عسكرية وسط ذهول المواطنين الذين يأملون أن يوضع حد للمأساة التي تعيشها المدينة ولم تعرف نهايتها بعد.وقد عم الهدوء التام أرجاء المدينة يوم الخميس ليلا ويوم الجمعة الذي عادة ما تشهد فيه مواجهات عنيفة بعد صلاة الجمعة ، والتي مرت في ظروف جيدة على العموم تحت أنظار قوات الأمن التي طوقت كل الطرق المؤدية إلى مسجد البخاري الموجود بوسط المدينة تفاديا لأي احتكاك قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر .إذن الحكومة بدأت في تنفيذ تهديداتها بالضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه ضرب استقرار المدينة التي عاشت أحداث عنف تراجيدية منذ أكثر من سنة مخلفة 05 قتلى ومئات الجرحى في صفوف المواطنين وقوات الأمن والدرك وتضرر المئات من الممتلكات وهجرة عدد كبير من المواطنين من منازلهم ، وضعية جعلت المواطنين يطالبون الدولة بالتدخل الحازم وأخذ الأمور بأكثر جدية وملاحقة المتسببين في هذه الفتنة.وكانت لجنة أمنية عالية المستوى زارت بريان للتحقيق في الأحداث التي عاشتها المدينة استمعت إلى مسؤولين أمنيين ومدنيين وجمع من المواطنين الذين أدلوا بشهاداتهم حول هذه الأحداث من أجل معرفة الأسباب الحقيقية لهذه الفتنة ومدبريها على أن يرفع التقرير النهائي إلى رئيس الجمهورية.فهل ستكون الأحداث الأخيرة هي بداية نهاية مسلسل العنف ببريان.