بحث الرئيسان المصري حسنى مبارك والروسي ديمترى ميدفيديف الذي وصل اليوم الثلاثاء إلى القاهرة في أول محطة من جولة افريقية تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأوضاع بالعراق ولبنان ومنطقة الخليج. وذكرت مصادر إعلامية انه من المقرر أن يناقش الرئيسان الاقتراح الروسي بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط في موسكو قبل نهاية العام الجاري والذي تريده موسكو أن يشكل "خطوة أمامية " في سبيل إيجاد حل عادل وشامل للقضية. وكان وزير الخارجية المصري السيد احمد ابو الغيط قد أشار في تصريحات صحفية إلى أهمية روسيا وثقلها على المستوى الدولي في ضوء عضوية روسيا الدائمة في مجلس الأمن ومشاركتها في الرباعية الدولية وروابطها الخاصة بجميع أطراف النزاع العربي - الإسرائيلي وتفهمها التقليدي لقضايا المنطقة وهو ما يجعلها كما قال "أكثر قدرة على التعامل مع مختلف الأطراف وحرصا على التواصل معهم". وسيتم خلال هذه الزيارة توقيع اتفاق بين موسكووالقاهرة على اتفاقات "شراكة استراتيجية" التي من شانها أن تكون "خطوة كبرى نحو تحقيق نقلة نوعية في العلاقات الثنائية" حسب وزير الخارجية المصري، وكان إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ 2 مليار و 68 مليون دولار خلال عام 2008 بزيادة نسبتها 2 بالمائة عن عام 2007. وتقدر الاستثمارات الروسية في مصر بنحو 727 مليون جنيه في قطاعات السياحة والعقارات و تجميع السيارات والبترول والغاز بينما تقدر الاستثمارات المصرية في روسيا بنحو 250 مليون دولار. كما أصبحت روسيا المصدر الأول للسياحة إلى مصر للعام الثاني على التوالي حيث زار مصر 8ر1 مليون سائح عام 2008 ليمثل السوق الروسي أسرع أسواق السياحة الوافدة إلى مصر نموا على الإطلاق ولتصبح مصر المقصد السياحي الثاني الأكثر جذبا للسائحين الروس. وسيوجه الرئيس الروسي مساء الثلاثاء كلمة إلى العالم العربي من مقر الجامعة العربية في القاهرة بعد محادثاته مع الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى تتركز "على الدور الروسي في تنشيط جهود السلام في الشرق الأوسط وتعزيز العلاقات العربية على المستوى الجماعي مع روسيا". وقد أشار السيد موسى في تصريح له أمس إلى "التوجه المستقر" في سياسة روسيا الخارجية تأييدا للحقوق العربية ودعمها لجهود إحلال السلام في الشرق الأوسط ، وذكرت مصادر من الجامعة أن زيارة الرئيس ميدفيديف إلى الجامعة العربية تكرس حرص الاتحاد الروسي على التنمية المتواصلة للعلاقات مع العالم العربي وتمثل "تقديرا روسيا لمؤسسة العمل الجماعي العربي وإسهاماتها في تعزيز العلاقات العربية على المستوى الجماعي مع دول العالم وتجمعاته الإقليمية"، وتأتى زيارة الرئيس الروسي إلى مصر بعد تلك التي قام بها الرئيس الأميركي باراك اوباما والقى خلالها في الرابع من جوان خطابه الموجه إلى العالم الإسلامي.