بعد رحلات ماراطونية بين نڤاوس وعاصمة الولاية شيعت، ظهر أمس، بمقبرة نڤاوس بولاية باتنة جنازة المرحومة «مديحة معمر» التي توفيت ليلة الجمعة إلى السبت عن عمر يناهز 27 سنة، بعد مضاعفات خطيرة نتيجة نسيان قطعة ضمادة معقمة «كومبراس» في بطنها. أثناء خضوعها لعملية توليد قيصرية. قبل نحو 15 يوما من الآن، بمستشفى الأم والطفولة مريم بوعتورة بعاصمة الولاية باتنة. وحسب «عمي السعيد» والد الضحية في تصريحه ل«النهار»، فإنّ تفاصيل الحادثة الأليمة تعود إلى يوم 25 ديسمبر الماضي، عندما قام بنقل ابنته من أجل وضع حملها بمستشفى نڤاوس، إلا أنه طلب منه تحويلها إلى مستشفى مريم بوعتورة بباتنة أين خضعت لعملية قيصرية أنجبت خلالها رضيعا من جنس ذكر سمي «أسامة»، ورغم مرور أيام عن العملية القيصرية، إلا أن الآلام لم تتوقف، فاضطر والدها إلى نقلها من جديد إلى مستشفى نڤاوس الذي طلب من المرحومة كشفا بالأشعة، قبل تحويلها مرة ثانية إلى مستشفى الأم والطفولة مريم بوعتورة بعاصمة الولاية، وهناك تقرر إعادة فتح الجرح من جديد بهدف تنظيفه، على أن يخاط الجرح في اليوم الموالي، وهو ما لم يحدث لتزامن ذلك وعطلة الفاتح من جانفي، وبقي بذلك الجرح مفتوحا 24 ساعة أخرى، وهنا تدهورت الحالة الصحية للمرحومة بما تطلب تحويلها إلى المستشفى الجامعي، أين توفيت بعد ساعات قليلة من اكتشاف أن ما حدث للمرحومة «مديحة» سببه نسيان قطعة قماش طبي في بطنها، في حادثة صادمة أعادت الحديث بقوة عن الأخطاء الطبية، ومدى استمرار تسميتها بالأخطاء بدلا من الجرائم على اعتبار أن نتائجها غالبا ما تكون وخيمة، فإما الموت وإما الإعاقة. وحاولنا مرارا الاتصال بالجهات الوصية لمعرفة ردها بخصوص هذه الحادثة، إلا أن الأمر تعذر علينا.