نكّلت بجثتها وأخفتها تحت السرير بإيعاز من صديقها الذي أوهمها بالزواج أقدمت عجوز تبلغ من العمر 74 سنة، على قتل شقيقتها الوحيدة التي تكبرها بخمس سنوات بطريقة وحشية وبكل برودة أعصاب، وذلك بعد غدرها لها وهي نائمة بتوجيه لها عدة ضربات بالمطرقة على مستوى الرأس، لتكمل وحشيتها بطعنها بالسكين والتنكيل بجثتها وإخفائها تحت السرير لمدة أسبوع كامل تقريبا، إلى أن تم اكتشاف جثتها بعد تعفنها وانبعاث الروائح الكريهة في العمارة. الجريمة الشنعاء التي اهتزت لها مدينة بئر توتة، تعود حيثياتها إلى إقدام المتهم «ب.ر»، البالغ من العمر 60 سنة، والذي يعمل في مكتب عقاري بالتحايل على المتهمة «ب.و» مرارا، وإيهامها بأنه يريد الزواج منها، وأن ما عليها إلا التفكير في كيفية التخلص من شقيقتها التي تعيش معها منذ طفولتهما، خاصة وأنهما لم يسبق لهما وأن تزوجتا، وذلك حتى تبقى الشقة ملكها ليتمكنا من الزواج، خاصة وأنها هي من تدفع إيجار الشقة لديوان الترقية والتسيير العقاري. ومن منطلق العلاقة الغرامية الوهمية، راحت العجوز القاتلة ضحية اغترارها بنفسها وثقتها في عشيقها، فازدادت حدة المشاكل بين الشقيقتين بشهادة الجيران القاطنين معهم في نفس العمارة، أين كانت أصواتهما تُسمع كل يوم بعد أن تدخلا في كل مرة في شجار، قبل أن يتدخل الجيران لفكّ النزاع بينهما، إلى غاية اليوم الذي قررت المتهمة التخلص من شقيقتها. وبتاريخ الجريمة التي ترجع إلى صيف سنة 2015، انتهزت القاتلة فرصة خلود شقيقتها الكبرى إلى النوم لتهاجمها في حدود الساعة الرابعة صباحا، بالإجهاز عليها بمطرقة، فحاولت الضحية المقاومة، إلا أنها لم تستطع، لتواصل الجانية جريمتها بتوجيه طعنات بالسكين ثم قامت بالتنكيل بجثتها، وبعد ذلك. قامت القاتلة بإخفاء جثة شقيقتها تحت السرير إلى حين التفكير في كيفية إخراجها من الشقة، غير أنه في الوقت التي كانت الضحية تحاول المقاومة وتلفظ أنفاسها الأخيرة، سمع الجيران حركة غريبة، ليقوم أحد الجيران في اليوم الموالي بتفقد أحوال جارتيه للاطمئنان عليهما، فأخبرته المتهمة أنه لا يوجد شيء. ومع مرور الأيام، لم يرتح سكان العمارة لما يجري، خصوصا مع اختفاء أثر الشقيقة الكبرى، فقرروا إبلاغ عناصر الدرك الوطني، الذين فتحوا تحقيقا في الموضوع، وبمجرد اقتحام شقة المشتبه فيها، قابلتهم روائح كريهة منبعثة من الغرفة، ليتم اكتشاف جثة الضحية تحت السرير في حالة متقدمة من التعفن. وبعد اقتياد الشقيقة القاتلة إلى مقر الفرقة، قادت التحقيقات والتحريات معها إلى العثور على رسالة نصية أرسلتها المتهمة إلى عشيقها، تخبره فيها أنها تخلصت من شقيقتها، ليتم توقيف هذا الأخير هو الآخر، وتوجه له تهمة عدم الإبلاغ عن جناية ومعاقبته بعام سجنا نافذا. أما المتهمة التي مثُلت أمام محكمة جنايات البليدة، وهي تمشي بصعوبة مستندة على عناصر الشرطة، فقد أعادت سرد وقائع الجريمة التي راحت ضحيتها شقيقتها الكبرى، لتسلّط في حقها عقوبة 15 سنة سجنا نافذا عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.