أبلغ من العمر 24 سنة، قد يقول قائل أنني شاب في مقتبل العمر، وأن المستقبل أمامي وأنه سيفتح لي آفاقا واسعة، لكن الحقيقة مغايرة لذلك تماما، فأنا أشعر أن حياتي توقفت، وإن لم يكن كذلك فإنها ستتوقف عما قريب... ذهني مشوش، ولم أعد أقدر على التفكير حتى في أبسط الأمور . قد تدركين سيدتي نور حجم معاناتي إن صارحتك أن تحرير هذه الرسالة، على تواضعها استغرق مني وقتا كبيرا، ولا داعي لأن أذكر عدد الصفحات التي مزقتها نتيجة للحالة النفسية الصعبة التي أمر بها حاليا . مشكلتي الأساسية أنني أتخذ دوما قرارات خاطئة تخص صميم حياتي وأصر على الخطأ، ومن بين قراراتي تلك: إصراري على دخول تخصص يفوق بكثير قدراتي ودرجة استيعابي، فالتخصص الذي أتابعه بالجامعة يحول دون فهمي ولا يناسب أبدا إمكاناتي الذهنية الضعيفة، مع أنني أبذل مجهودات كبيرة وأحرص على مراجعة دروسي، ولا أكتفي بالمقررات الدراسية ، بل أجتهد وأبحث في المجلات المتخصصة وفي الأنترنت إنني أقف عاجزا على مجاراة زملائي الطلاب، ولا أستطيع أن أفكر بتاتا، خصوصا في فترة الإختبارات التي تعد مصيرية. أنا في السنة الخامسة والأخيرة التي أعدتها مرتين، حيث أرسب في نفس المواد، مما سبب لي إزعاجا وخوفا وعدم الثقة بالنفس، لقد أصبحت تنتابني رغبة ملحة للتخلص مما أنا فيه، ليس لأنني وجدت الحل الأمثل لمشكلتي، بل بوضع حد لحياتي، فلم أعد أستطيع مزيد من التحمل . الرد أعلم عزيزي، أن اتخاذ القرارات الخاطئة سمة الإنسان، فالإنسان ما دام يعمل فهو عرضة للخطأ وأيضا للصواب، لكن قدرته على تشخيص الأخطاء دليل على نباهتك وقدرته النفسية، إذ هناك من الناس من يعرف الخطأ ولا يقربه، لكن بالنسبة لك فقد نجحت في ذلك، وهذا النجاح سوف يقودك للتغلب على المشاكل التي تواجهك في الدراسة، خا صة وأنك حتما قدرت أن الناس يتفاوتون في القدرات الذهنية في المواهب أيضا . يجب عليك الإبتعاد عن مقارنة نفسك بالآخرين، كن مصرا على النجاح وابتعد عما يثير في نفسك القلق والخوف، إياك والنظرة السلبية لشخصك، امضي نحو تحقيق هدفك الأسمى وهو النجاح والتخرج من الجامعة ، تحل بالعزيمة وبالإرادة وسترى أن النتائج لن تخيبك أبدا. ردت نور