التلفزيون الجزائري يكرس الرداءة ويضرب رموز ثورة 1954 يصر التلفزيون الجزائري على تكريس الرداءة وبث الأعمال الهشة التي تصرف فيها الملايير، والنتيجة دائماأنالجمهور ومع إنتهاء كل شهر رمضان يبقى غير راضٍ عن معظم الأعمال التي عرضت، إما لضعفمستواها،وإما لغلو حبكتها الدرامية من تقديم الجديد والمثير الذي من شأنه أن يجذب المتفرج، واللوم يقع دائما ليسعلىأصحاب الأعمال، ولكن على لجنة المشاهدة التي تعطي الضوء الأخضر لأعمال ركيكة ومكررة ودونالمستوى،لكن عندما يصل الأمر إلى مس رموز مقدسة مثل المجاهدين وحرب التحرير فالأمر فعلا لايجب السكوتعليه.بعدأيام قليلة من احتفال الجزائريين بذكرى مؤتمر الصومام ويوم المجاهد الذي يوافق كما هو معروف يوم 20أوتمن كل عام، لم يكن يتوقع أحدنا أن يزج برموز ثورة 1954 في سلسلة فكاهية مثل ''جمعي فاميلي'' التي كانت أولسلسلة تحصل على الضوء الأخضر لبثها في رمضان; حيث لا يمكن تفسير ماجاء في الحلقة الثانية منالسلسلةالتي يخرجها الفرنكوفوني جعفر قاسم الذي درس في فرنسا وتعلم حرفة الإخراج في الضفة الأخرى سوىأنه إهانةللمجاهدين وللثورة المجيدة التي ننعم اليوم بفضلها بحرية الوطن والقلم والتعبير، حيث قامت فكرة السلسلةعلىإعداد مقلب للجمعي في يوم عيد ميلاده; ولم يجد خيال مؤلف السلسة سوى الإستعانة برموز الثورة لتحريك المقلب في شكل هزلي فيه مساس مباشر بمقدسات حرب التحرير، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه: كيف لقسمالبرمجةولجنة المشاهدة السماح ببث هذه الحلقة التي سخرت أيضا من أفلام وشخصيات جسدت الثورة التحريريةفي أفلاممازالت تنعش ذاكرتنا مثل فيلم ''معركة الجزائر'' و''العفيون والعصا'' والممثل سيدعلي كويرات...!؟ منهنا كانلزاما على لجنة المشاهدة أن تقوم بالدور المنوط لها وأن يفهم جعفر قاسم وأمثاله أن التاريخ البطولي للمجاهدين خط أحمر لايجوز الاقتراب منه، فما بالك بتخطيه لحدود السخرية والتهريج لتسلية الصائمين بعد مدفعالإفطاربحلقة حركت شخوصها وكأننا في سرك متحرك، فهل انتهت كل المقالب وتوقف خيال كاتب السلسلة عندالحربالتحريرية؟ إن الكلام عن برامج التلفزيون يفقع المرارة فالمخرج قاسم الذي كان يشكل الإستثناء في قاعدة الرداءة والهشاشة والإستسهال أصبح هو الآخر همه الأول والأخير هو الضحك على المشاهد قبل إضحاكه وبدت عائلة ''جمعي فاميلي'' بعيدة عن كونها عائلةجزائرية بل عائلة فضائية تعيش في ديكور مبالغ فيه وحياة فيها ترف لايعبر عن كون معينها مجرد سائق طاكسي، كل همهمحاربة ''الكلوندستان'' وليس محاربة العدو كما جاء في مشهد الحلقة الساقطة في حلقات ''جمعي فاميلي''.