و حتى مناطق الوطن بشكل يجعل مسلمة أزمة المقروئية على محك الأسئلة هل فعلا الجزائري لا يقرا ؟ و إذا كان يقرا ما هي الكتب التي تسترعى انتباهه؟ أسئلة حملناها إلى المعرض و العرضين العرب الذين اجمعوا أن " سوق الكتاب في الجزائر من أهم الأسواق العربية لولا بعض مشاكل التنظيم خاصة ما تعلق بنظام الجمركة الذي يبقى العائق الأكبر في وجه الناشرين " أما الإقبال فكان كبيرا و من مختلف الشرائح و الاهتمامات من الكتاب الديني إلى الكتاب المدرسي و حتى الأدبي حيث سجلت الرواية الأخيرة لرشيد مختاري "أمكار" و " منتصف الليل ما بعد اثني عشر ساعة " لياسين كاتب أعلى المبيعات لدى دار الشهاب حيث أكدت المسئولة عن الجناح في تصريح للنهار أن اغلب الذين يقصدون الجناح من شريحة الطلبة و الجمعيين أما لدى جناح المؤسسة الوطنية لاتصال النشر و الإشهار فقد كان جاك فرجاس نجم المعرض بلا منازع حيث حقق كتابه " محاكمة الاستعمار " لعلى مبيعات الجناح الذي يقبل عليه كبار السن من المهتمين بالتاريخ و الثورة خاصة كما اقبل الجمهور أيضا على كتاب الأمين بشيشي " أناشيد وطنية " هذا و قد تفا جئت المسئولة عن دار الآداب الدكتورة رنا سهيل إدريس بمستوى إقبال الجمهور على منشورات الدار رغم بقاء السلعة 5 أيام محجوزة في الجمارك حيث بقيت أحلام مستغانمي في مستوى عالي من حيث المبيعات إلى جانب علوية صبح و خاصة رواية " دنيا " كما اقبل أيضا الجمهور على ادوارد سعيد و قاموس " المنهل " الذي يقال في بيروت انه " يستحيل ان لا تجد في المغرب العربي كله المنهل إلى جانب القران ". في دار الشروق اقبل الجمهور بشكل كبير على رواية علاء الاسواني " شيكاغو " رغم سعرها المرتفع نسبيا "100دج" الى جانب " فتاوى الشيخ القرضاوى " . في جناح الفرابي و الاختلاف كانت الغلبة لكتب الفكر حيث اقبل الجمهور على بهاء الطاهر و مناهج تحليل الخطاب و عبد الرحمان بدوي و كتب عبد الله إبراهيم الى جانب كتب مخائيل نعيمة أمين معلوف و نزار قباني . النهار أثناء جولتها في أروقة المعرض وقفنا على ظاهرة تتكرر في كل طبعة ألا و هي الإقبال على الكتاب الديني و بشكل كبيرة جدا ولدى محاولتنا الوقوف على أسباب الظاهرة اجمع اغلب الذين تحدثنا إليهم إنها ظاهرة تجارية في المقام الأول حيث يقبل أصحاب السوق الموازية و المكتبات الداخلية خاصة على اقتناء كميات كبيرة ليعاد بيعها في السوق الموازية و المدن الداخلية كما تلعب الأسعار المنخفضة دورا كبيرا في ترويج هذا النوع من الكتب و ان كان اغلب الناشرين الذي تحدثنا إليهم قد تحفظوا في الحديث عن المسالة و اكتفوا بالقول انه من غير المقبول طرح أسئلة من هذا القبيل على من يأتي للشراء و بقى في الختام أن نشير إلى أن ظاهرة الإقبال على الكتاب الديني في الجزائر موضوع شائك و قد تدخل فيه عدة عوامل تستحق أن تكون موضوع دراسة أو بحث أكاديمي.