لم تعد تلك المنطقة الآمنة والهادئة على سكانها لأنها وبكل بساطة تكتسي أهمية كبيرة بحكم تموقعها بحيث تشكل "بوابة" لكل ولايات الشرق الجزائري في اتجاه الجنوب الشرقي للبلاد إنها ولاية "باتنة " فأصبحت مع مرور الوقت تنتمي إلى قائمة المدن الكبرى التي تعرف نشاطا إجراميا كبيرا وجب محاربته .... هذا ما وقفنا عليه خلال مرافقتنا لعناصر الدرك الوطني في عملية تمشيط واسعة و مشتركة مع أعوان الشرطة للولاية مست الأحياء الشعبية التي تنتشر بها الجريمة بشكل كبير. فكانت المفاجأة هناك ما لفت انتباهنا للوهلة الأولى هو أن الانطلاق في عمليات المداهمة لم يكن ليلا كما اعتدنا عليه سابقا فعمد بذلك أفراد الدرك الوطني رفقة مصالح الأمن على اعتماد خطة تكتيكية جديدة و هي الانطلاق زوالا بحكم شساعة المنطقة خاصة و أننا ذكرنا سابقا بأنها تعد بوابة "كافة ولايات الشرق الجزائري" و أيضا لأجل مفاجأة المجرمين الذين يجعلون من "النهار" فرصة ثرية لا تفوت للاستكمال عملياتهم الإجرامية التي بدؤوها ليلا . حي "كشيدة" بباتنة إجرام من نوع آخر في حق طلبة الجامعات انطلقنا من مقر المجموعة الولائية للدرك الوطني بباتنة بقيادة المقدم للماص مصطفي و رفقة 600 من أعوان الدرك الوطني و الشرطة إلى جانب مجموعة من الصحافيين و المراسلين و بالضبط على الساعة الثانية بعد الزوال لتكون وجهتنا الأولى حي "كشيدة" بوسط مدينة باتنة و لدى وصولنا إلى عين المكان ظننا بأن تلك الورشة التي توغلنا إليها عبر أزقتها الضيقة , هي ورشة لبيع أو استهلاك المخدرات لكن و بعد دخولنا مباشرة "المكان" اكتشفنا بأن "الورشة" تعمل في الخفاء من دون "سجل تجاري" و هي مخصصة لصناعة "أنواع مختلفة من الحلويات" أين تنعدم أبسط شروط النظافة ,,, تلك الحلويات التي توزع عادة للمقاهي الشعبية و الأحياء الجامعية علما أن الحي الجامعي لباتنة لا يبعد إلا بضعة كيلومترات عن الإقامة الجامعية للبنات "التي تحمل اسم " 01 نوفمبر 1954 ,,,,هذه المعطيات التي تفسر مباشرة مدى ارتفاع التسممات الغذائية خاصة بالأحياء الجامعية و رغم ذلك فإن السؤال يبقى مطروحا "من المسؤول". و لدى تقربنا من هؤلاء الفتية الذين يعملون بالورشة فلا يتجاوز عددهم 03 فتية و تقل أعمارهم عن 20 سنة, أكدوا لنا أنهم انطلقوا بالعمل في هذه الورشة منذ وقت قصير لأجل كسب قوت العيش من دون تأمينهم لدى صندوق الضمان الاجتماعي,,,و بحسب المعلومات لأولية التي تحصلنا عليها فإن صاحب المعمل قد أبرم العديد من الصفقات مع مدراء مختلف الاقامات الجامعية بالولاية و الذي أكد لأعوان الأمن بأنه ألغى كلية تلك الصفقات مؤكدا بأنه الآن بصدد توزيع منتجاته على المقاهي الشعبية التي لا يمكن أن نطلق عليها إلا اسم " حلويات كشيدة السامة" , تركنا "كشيدة" من ورائنا لنتقل إلى نقطة ثانية جد هامة و هي مقر فصيلة الأبحاث " للدرك الوطني المخصصة لتخزين المنتجات المغشوشة بحي "الرياض" الواقع بعاصمة الولاية أين اكتشفنا ما هو أخطر من "الحلويات السامة" '''' بباتنة "الوخدة" تفكيك معمل لصناعة المسدسات التقليدية و استعمال مواد محظورة في إنتاج المشروبات تؤدي إلى "السرطان" لم نخطئ لما صنفنا ولاية باتنة الشامخة ضمن المناطق الخطيرة التي تعرف انتشارا كبيرا للجريمة بمختلف أنواعها و التي تمثلت غالبا في السرقات , جرائم الضرب و الجرح العمدي باستعمال الأسلحة البيضاء , فلم يعد "المواطن الباتني" حينها آمنا على عائلته , نفسه و ممتلكاته إذا كان هناك بعض من المواطنين من أهل المنطقة يزرعون الأرض فسادا خاصة لما عثرت مصالح الدرك الوطني بعد التحريات التي باشرتها على" معمل" يقوم صاحبه بصناعة "مسدسات تقليدية" عيار 16 ملم تم العثور عليها بمصنع لإنتاج و تسويق المشروبات الغازية بالغجاتن ببلدية "وادي الشعبة" و بالضبط بمستودع يتربع على مساحة هكتار ونصف و هو معزول عن المنطقة الحضرية و إلى جانب ذلك اكتشفت نفس المصالح بأن المالك للمصنع يقوم أيضا باستخدام و إضافة مادة ""السكارين" المحظورة قانونا في التركيبة الكيماوية لإنتاج "المشروبات الغازية" لتعويض مادة السكر والتي ّتؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان إضافة إلى انعدام أدنى شروط النظافة و انعدام البطاقة التقنية التي تحدد المقاييس و المعايير للمنتوج التي تسلم مبدئيا من مديرية التجارة و كذا صنع قارورات بلاستيكية للمشروبات الغازية مغشوشة و تقليد علامات تجارية وهمية بحيث عثرت مصالح الدرك الوطني على ماركات وهمية تحمل اسم "فوجة" و هي قريبة من العلامة "توجة" لم يكتفي صاحب المصنع بهذا القدر من المخالفات بل تعدى إلى تشغيل 12 عامل من دون التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ,,,لم نقف عند هذين النقطتين فقط و إنا واصلنا مرافقة مصالح الدرك الوطني رفقة أعوان الشرطة طيلة وقت المداهمة إلى غاية الساعة السادسة مساءا , و التي أسفرت عن النتائج التالية : القبض على 24 شخص كانوا محل بحث من طرف العدالة ، و حجز 350 غ من المخدرات و 50 قرص مهلوس. و تمكنت مصالح الأمن المشتركة في عملية التمشيط التي مست الأحياء و البلديات الساخنة بباتنة من إلقاء القبض على 24 شخص كانوا مجل بحث من قبل العدالة من أصل 745 شخص تم تفتيشهم ، و القبض على 09 أشخاص كانوا في حالة استهلاك للمخدرات كما تم حجز 350 غ من المخدرات ، 64 قارورة لأدوية مهلوسة و 50 قرص مهلوس إلى جانب حجز ما يفوق 17 سلاح أبيض . بعدما قامت بتطويقهم مصالح الدرك الوطني بواد الطاقة بباتنة إلقاء القبض على مهربي 243 قطعة نقدية و فخارية تعود للحقبة الرومانية تمكنت مصالح الدرك الوطني لبلدية "واد الطاقة" المعروفة باسم "بوحمار" و المشهورة بصناعة الذهب التقليدي الواقعة بالجنوب الشرقي لباتنة على بعد 25 كلم من إلقاء القبض الأربعاء الماضي على مهربي 243 قطعة أثرية نقدية و فخارية تعود للحقبة الرومانية , و طبقا لمعلومات تحصلت عليها مصالح الدرك الوطني للولاية و بعد التحريات الواسعة التي قامت بها فإنه تم إلقاء القبض على 4 أشخاص وهم متلبسون يقومون بعملية بيع وشراء تلك القطع الأثرية و الذين كانوا على متن سيارة نفعية ، منهم اثنان كانا بصدد القيام ببيع تلك القطع النقدية و المعدنية تعود للفترة الرومانية و البالغين من العمر 50 سنة لشخصين آخرين لا يتجاوز عمرهما 35 سنة , و أكد المقدم "للماص مصطفى" قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بمقر المجموعة بأن مصالحه عثرت على أقراص مضغوطة بحوزة المهربين تحمل صورا للعديد من القطع الأثرية التي يتاجرون فيها و هذا ما يفسر بأن هؤلاء المهربين قد سبق لهم و قاموا بتسويق هذا النوع من الآثار النادرة جدا ببلادنا خاصة و أنها ليست المرة الأولى التي تحجز فيها مصالح الدرك الوطني كمية كبيرة من الآثار بحكم تموقع الولاية التي تعد "بوابة" ولايات الشرق الجزائري ، موضحا في السياق ذاته بأن عناصره تمكنت من حجز 243 قطعة أثرية نقدية و فخارية من بينها 213 قطعة نقدية تعود للحقبة الرومانية إلى جانب حجز 5 قطع أثرية فخارية ، 03 صفائح دائرة من معدن أبيض , حلقة حزام إضافة إلى حجز 3 خواتم و 08 قطع أثرية مختلفة الأشكال و 07 قطع معدنية لزينة النساء و كذا سبيكة من المعدن الأصفر بوزن 125 غرام و قطعة صغيرة من الفخار غليها رسم إلى جانب حجز مصباح زيتي.