تحيي الجزائر غدا الثلاثاء اليوم العالمي لمحو الأمية في ظرف يتميز بدخول الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية عامها الثالث من التنفيذ و التي تستهدف تقليص نسبة الأمية الى 50 بالمائة مع نهاية 2012 ، كما تعتزم الجزائر--حسب بيان صادر عن الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار اليوم الاثنين-- "القضاء على هذه الظاهرة في سنة 2016 " وذلك بوتيرة سنوية مدروسة مع توفير الدولة لكل ضمانات النجاح من وسائل قانونية ومالية ومادية وبشرية وبيداغوجية من أجل تحقيق الأهداف المرحلية والإستراتيجية في آجالها المحددة. وأشار ذات المصدر الى أنه بعد ثلاث سنوات من تنفيذ البرنامج الوطني لمحو الأمية فقد تم تسجيل "انخفاض نسبة الأمية --حسب آخر إحصاء للسكان-- ب1ر22 بالمائة للفئة العمرية من 10 سنوات فما فوق وذلك بفضل الجهد الجبار الذي بذلته وزارة التربية الوطنية في مجال سد منابع الأمية من خلال نسبة التمدرس العالية للأطفال والتي بلغت 5ر97 بالمائة". كما يعود تقليص نسبة الأمية الى التوسع غير المسبوق لنشاط محو الأمية والذي يجسده إسهام القطاعات الحكومية ذات العلاقة وذلك في اطار اتفاقات التعاون أو في اطار تعليمات وزارية مشتركة ويتعلق الأمر خاصة بوزارات الدفاع الوطني والداخلية والجماعات المحلية و العدل والتكوين و التعليم المهنيين والشؤون الدينية والشباب والرياضة والعمل و التشغيل والتضامن الوطني الى جانب مساهمة المجتمع المدني بجمعياته. وبفضل هذه الجهود تم تسجيل أكثر من 800 ألف دارس خلال السنة الدراسية 2008-2009 وتحرير قرابة 400 ألف دارس من أميتهم في شهر جوان الماضي. وأشار ذات المصدر انه من المتوقع خلال السنة الدراسية 2009-2010 تسجيل قرابة 700 ألف دارس في المستوى الاول وما يقارب 400 ألف دارس في المستوى الثاني اي تسجيل ما مجموعه قرابة 1.100.000 دارس يؤطرهم أكثر من 23 الف مكلف بمحو الأمية منهم 12 ألف سيتم توظيفهم في إطار القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 6 مايو 2008 المتعلق بالأعوان المتعاقدين المكلفين بمحو الأمية أما البقية فيتم توظيفهم في اطار جهاز المساعدة على الادماج المهني التابع لوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي واضافة الى توفير التأطير البيداغوجي-- يضيف البيان-- فقد تم طبع 2.090.000 كتاب لمادتي اللغة والحساب موزعة على المستويات (الاول والثاني والثالث) كما برمجت دورات تكوينية موجهة للمكلفين بتأطير أقسام محو الأمية وتتضمن نوعين من التكوين (أولي وأثناء الخدمة) فضلا عن دعم الملحقات بالتجهيزات ومواد و وسائل العمل التي تضمن الحد الضروري الذي يمكنها من تأدية عملها في ظروف معقولة. من جهة أخرى سيتم تحفيز الدارسين المعوزين بمحافظ تحتوي على الأدوات المدرسية الضرورية و التي سيتم توزيعها على الملحقات بالولايات مع انطلاق السنة الدراسية في الفاتح من أكتوبر المقبل علما أن عدد المحافظ يبلغ 15000 محفظة كما تم اقتناء 1440 لوحة خاصة بتعليم المكفوفين للتكفل باحتياجات هذه الفئة. للتذكير فان تاريخ احياء اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يوافق الثامن من سبتمير من كل سنة أقره المؤتمر العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية و العلوم والثقافة في اجتماعه ال14 المنعقد من 25 الى 30 نوفمبر من عام 1966 ورغم الجهود الدولية المبذولة في مجال مكافحة الأمية فان الأرقام الأخيرة الصادرة عن معهد الإحصاء لمنظمة اليونسكو تقدر عدد الأميين في العالم بنحو 800 مليون أمي من بينهم حوالي 64 بالمائة نساء.