سيدتي، السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته أنا شاب من غرداية، منذ نعومة أظافري وأنا أعيش في كنف المولى تعالى، لا أعرف للحرام طريقا، فقد كانت حياتي كلها محطات نورانية تفيض بحلاوة، الإيمان ومتعة القرب منه تعالى، فلم أكن أتصور قط بأني سأخطىء في يوم من الأيام، ولكن ما لم يكن في تصوري قد حدث وحدث أكثر منه وزيادة، إذ أني تطاولت على حدود المولى تعالى وارتكبت الفاحشة مع امرأة منحلة. سيدتي، لا أدري كيف حدث هذا؟ ولكن الذي أنا متيقن منه هو أني نادم على ما فعلت، أشعر بالقرف اتجاه نفسي، أرغب في قتلها والتخلص نهائيا من الذنب الذي ورثتني إياه، إني أعاني ليلا ونهارا، لا أكف عن البكاء وأشعر بأني مهما فعلت من خيرات وصالحات فإنه تعالى لن يغفر لي، هذا الإحساس شتتني ومزقني وحطمني، فأرجوك سيدتي ساعديني للخروج من هذه الحالة. مليك/ تيارت الرد: وعليكم السلام ورحمته تعالى وبركاته. أخي مليك، كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، أنت إنسان ولست ملكا والإنسان جُبل على الخطأ والصواب، والمشكلة لا تكمن في ارتكاب الخطأ وإنما في الإصرار عليه وأنت لم تصر على الخطأ وإنما تبت عنه وندمت عليه، بل قهرت نفسك على ارتكابه، وهذا دليل قاطع على أن توبتك صحيحة وصادقة. أخي، جميل جدا لأنك ندمت على الفاحشة التي ارتكبتها، ولكن لابد أن تتحكم في هذا الندم ولا تتركه يسيطر على أفكارك وسلوكاتك لتتحول مع مرور الوقت إلى يأس وقنوط، فالأجدر بك أن تجعل من هذا الندم محطة لبدء حياة جديدة مبنية على التفاني في الطاعات والعبادات والإفراط في أعمال الخير والصلاح. سيدي، لا تدع الشيطان ينال منك مناله بمحاولة إقناعك بأن المولى تعالى لن يغفر لك لأن هذا هراء، فهو الغفور الرحيم ويغفر الذنوب جميعا ما لم يشرك به. لذا عليك أن تضع نقطة لنهاية لتفاصيل الفاحشة التي ارتكبتها وتسعى لإصلاح غلطتك بالإكثار من الاستغفار. وزد على أنه من الضروري جدا أن تداوم على قيام الليل لأنه أقرب ما يكون الرب من العبد في ثلث الليل الأخير، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر المولى تعالى في تلك الساعة فافعل. أخي، توكل عليه جل شأنه وقرر أن تكون إنسانا إيجابيا وسترى كيف تشعر بالراحة والسكينة، وبادر للزواج اليوم قبل الغد، لأنه الحل الوحيد الذي سيحول بينك وبين الفواحش والمعاصي. ردت نور