ليس شرطا أن تكون رئيسا للجمهورية أو ملكا أو أميرا لتكون لك كلمة يأخذ بها الجميع ويتقيدون بها بشكل لايمكن مخالفته والفضل يعود الى الدين الإسلامي الحنيف الذي كرم الفرد المسلم وخصه ببعض الصفات والمميزات ومن بينها ما يتعلق بتحري الأهلة. ورغم التقدم التكنولوجي وانتشار علم الفلك إلا أن العين المجردة تظل هي المقياس الوحيد المعتمد لثبوت رؤية هلال رمضان أو شوال انطلاقا من الحديث الشريف ''صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته''. حجاجي امبارك بن بوجمعة المواطن البسيط القاطن بقرية مغمورة في ولاية الوادي الصحراوية لم يكن يدري أنه يأتي عليه يوم ويكون أمره مطاعا تماما كتلك الأوامر والقرارات التي يتخذها قادة الدول، إنه الإمام الشاب الذي تحرى وترصد ثم شاهد بأم عينيه هلال شوال يوم السبت على الساعة السادسة والنصف مستغلا ارتفاع موقع قريته المسماة عين الشيخ التابعة لبلدية سيدي خليل وكذا صحو الجو الى جانب حدة بصره. وقد شاهد الرجل الهلال ثم أبلغ من كانوا معه ليكونوا شهودا على صدق رؤيته وهي الرؤية الوحيدة وطنيا التي اعتمدتها اللجنة الوطنية للاهلة لتعلن للجزائريين بناء عليها أن الأحد هو أول أيام شهر شوال وعيد الفطر. ''النهار'' سارعت إلى التنقل الى بيت الإمام الشاب الذي أفطر الجزائريين يوم أمس الأول وكان لنا معه اللقاء التالي . ''النهار'': بودنا لو تتفضلون بتقديم أنفسكم لقراء النهار؟. الإمام : أنا جد مسرور بتواجدكم بقريتنا التي تتشرف اليوم بزيارتكم لها فباسمي وباسم سكانها نرحب بكم ونهنئكم بالعيد، أمابخصوص العبد الضعيف:فإسمي مبارك بن بوجمعة حجاجي من موليد 1983/11/16 برڤان ولاية أدرار وابن بوجمعة، وعائشة عبدي، حفظت القرآن وعمري13 سنة على يد شيوخ بلدة رڤان وأكملت دراستي النظامية حتى تخرجت من جامعة تلمسان متحصلا على ليسانس علم الآثار وشاركت في مسابقة الأئمة بمعهد سيدي عقبة ولاية بسكرة فتحصلت على المرتبة الأولى وتخرجت إماما سنة 2006 وهو ماكنت أحلم به طول حياتي وعينت إماما بولاية الوادي مباشرة، وفي سنة 2009 التحقت بقرية عين الشيخ بلدية سيدي خليل، أنا متزوج وأب لطفلين. ''النهار'': كيف جاءتك فكرة ترصد هلال شوال؟ الإمام: ككل الجزائريين تكتسي رؤية هلال رمضان وشوال أهمية بالغة لنا نحن كمسلمين وبحكم وظيفتي التي أملت علي أن أترصد الهلال قمت برفقة عدد من أعضاء الجمعية الدينية للمسجد والمصلين بمراقبة الهلال والحمد له تعالى الذي أنعم علي بنعمة قوة البصر ومكنني من رؤيته، وما ساعدني على ذلك ارتفاع موقع القرية جغرافيا وصحو الجو. ''النهار'' : كيف شعرتم وأنتم تكتشفون هلال العيد وهل كان ذلك أول مرة؟ الإمام : شعرت بغبطة وسعادة كبيرة تغمرني وقد شكرت حينها المولى عز وجل الذي وفقني لذلك، وتعد هذه أول مرة في حياتي أرى فيها هلال العيد وتعتمد رؤيتي بشكل رسمي. ''النهار'': هل لك أن تخبرنا عن طريقة اعتماد رؤيتك من قبل اللجنة الوطنية للأهلة؟ الإمام: بعد أن تيقنت من الرؤية أبلغت هاتفيا مديرية الشؤون الدينية من خلال عدة مكالمات جرت بيننا وبمعية من شاهد معي الهلال وهم بالمنقع بشير رئيس جمعية المسجد المذكور، وعمر بن علي عشاب عضو في الجمعية نور الدين بن زازة ،عمر بن بشير سويسي ومحمد بن بشير جغبالة. ''النهار'': ليس من السهل كما تعرفون اكتشاف أو رؤية هلال العيد، فما هي بنظركم العوامل التي جعلتك تحافظ على دقة بصرك و تركيزك بعد 30 يوما من العطش والجوع في رمضان؟ الإمام :على كل حال ومع أني لا أتناول الفواكه بأنواعها مع حبي الشديد لتناول اللحم، إلا أني أنعم بقوة البصر وهذا بفضل ربي حيث مقياس الرؤية لدي 10/10 لكلا العينين. النهار: هل لكم من كلمة في ختام هذا اللقاء؟ الإمام: لدي طلب أرجو ان يؤخذ بعين الاعتبار ويتمثل في اعتماد قريتنا عين الشيخ بناء على موقعها المرتفع كأحد المراكز لرؤية الهلال، وامل بمناسبة العيد ان يعم الامن والسلام والرخاء ربوع الجزائر الحبيبة ويعيد لامتنا العربية والاسلامية وكذا عزتها وهيبتها . مديرية الشؤون الدينية بالوادي تعتمد رؤية إمام عين الشيخ أكد مدير الشؤون الدينية بالنيابة لولاية الوادي في تصريح خاص ل''النهار'' أن اللجنة الولائية للأهلة اعتمدت رسميا رؤية امام مسجد الحسن والحسين بقرية عين الشيخ ببلدية سيدي خليل بمنطقة المغير بوادي ريغ وهذا بناء على كون المعني إماما محل ثقة من طرفنا، إلى جانب أن الرؤية أيضا ثبتت من مجموعة من المصلين والشهود وفي مقدمتهم رئيس الجمعية الدينية للمسجد الذي رشحه المصلون لتولي هذا المنصب،بسبب ثقتهم فيه ونظرا لما يكتسبه من سمعة طيبة وخصال حميدة . سكان الوادي ألفو رؤية هلال العيد ألف الجزائريون على مدار السنوات الماضية أن تبلغهم اللجنة الوطنية للأهلة بثبوت رؤية هلال رمضان بولاية الوادي إلى درجة أن العديد من المواطنين شككوا في مدى مصداقية هذه الرؤية خصوصا أن السوافة معروف لديهم ضعف البصر والانتشار الكبير لأمراض العيون، مما جعل الكوبيون يفضلون فتح مركز خاص لمعالجة أمراض العيون بهخذه الولاية الصحراوية. إلا أنه خلافا للمألوف فإن السوافة هذا العام بشروا الجزائريين بثبوت رؤية هلال شوال واعتماد عيد الفطر المبارك بدءا من يوم الأحد، فهل تزيل رؤية هلال العيد هذه المرة وليست رؤية هلال رمضان الشكوك في حدة بصر السوافة؟