فتحت وزارة الداخلية الإيطالية، بداية الأسبوع الجاري، تحقيقا حول المعلومات التي أدلى بها أحد عناصر حرس السواحل الإيطالية، العامل ضمن قوات الحرس الإيطالي المكلفة بمراقبةالسواحل الإيطالية، واعتراض المهاجرين السريين القادمين إلى جزيرة سردينيا من بلدان المغرب العربي،وخاصة منهمالحراڤة الجزائريين. من خلال رسالة وجهها إلى جريدة ''لا ربوبليكا'' الإيطالية التي نشرتها كاملة، أين ذكر البحار الإيطالي تفاصيل هلاك15من الحراڤة الجزائريين، في عرض البحر على مقربة من سواحل جزيرة سردينيا، خلال عملية إنقاذ حاولت فرقةحرس السواحل التي عمل معها القيام بها، إلا أنها تحولت إلى كارثة إنسانية هلك خلالها كل الحراڤة ال 15 ولم ينج أحدمنهم. وذكر البحار الإيطالي، الذي أوضح في رسالته للصحافة والسلطات الإيطالية، أن دوافعه إنسانية، لكونه شهد وقائع حادثة هلاك الحراڤة ال15 أمام أعينه ولم يتمكن من نسيان هذه الواقعة الفظيعة، وعجز كل زملائه من طاقم سفينة حرسالسواحل عن فعل أي شيء لإنقاذ الحراڤة من الموت. وجاء في شهادة عنصر حرس السواحل الإيطالي، حول الحادثة،أن سفينة حرس السواحل التي كان يعمل على متنها رصدت، خلال شهر جوان الفارط، قاربا خشبيا تقليديا مبحرا باتجاهسواحل جزيرة سردينيا، وعلى متنه 15 حراڤا جزائريا، كانوا يواجهون صعوبات جمة وسط أمواج قوية. وروى البحارالإيطالي أن سفينة حرس السواحل، التي كان على متنها، اقتربت من القارب وحاول طاقمها مد يد المساعدة للحراڤة،بإلقاء سلم حبلي إليهم لتمكينهم من الصعود على متن السفينة، إلا أن قوة الأمواج وعلوها أدت إلى انقلاب القارب الخشبيوارتطامه بجانب السفينة، الأمر الذي تسبب في انزلاق عدد من الحراڤة تحت المحرك الدائر للسفينة، الذي قطعهم إربابسبب دوران مروحية الدفع أسفل السفينة، التي جذبت إليها أجساد الحراڤة ومزقتها تحت الماء، فيما تسببت قوة التيار فيسحب عدد آخر من الحراڤة من الذين نجوا من ضربات المروحية القاتلة، لكنهم غرقوا تحت الماء لشدة الأمواج. وروى البحار الأيطالي أن كل هذه المأساة وقعت أمام أنظاره هو وزملاءه، الذين فضلوا عدم التصريح بالحادثة في التقاريرالدورية التي من العادة يوجهونها إلى قيادتهم عند نهاية كل مهمة اعتراض أو إنقاذ للمهاجرين السريين بعرض السواحلالإيطالية. وترجح مصادر أخرى أن يكون الحراڤة الذين هلكوا من المجموعات التي أبحرت خلال الصائفة الماضية، منسواحل عنابة وسكيكدة والطارف باتجاه جزيرة سردينيا، إلا أن العشرات منهم فقدوا ولم يصلوا أبدا إلى وجهتهم، من بينهمالعشرات من الشبان من ولاية عنابة. وتعد حوادث غرق وفقدان المهاجرين السريين بعرض السواحل الإيطالية فيمحاولاتهم للهجرة غير الشرعية، من الأخبار التي تتداولها الصحف الإيطالية باستمرار، التي تجمع على وصف الظاهرةبالتراجيديا الإنسانية، التي أدمت أيضا قلوب المئات من العائلات الجزائرية التي فقدت أبناءها، خلال عمليات الهجرةالسرية نحو إيطاليا في ظروف مأساوية، بحيث لا تزال العشرات من العائلات بعنابة وسكيكدة وولايات الوسط والغرب،تتطلع إلى أية معلومة أو أخبار حول مصير أبنائها، الذين اختفوا منذ ثلاث سنوات في البحر دون أن يعثر على جثثهم لحد الآن.