الوثائق التي تحوز عليها ''النهار'' تؤكد استيفاء مؤسسة ''صافكس'' لكافة الشروط تراجعت النقابات المهنية للناشرين، والتي تضم 83 دار نشر، عن قرار مقاطعة الصالون الدولي الرابع عشر للكتاب بعد انتهاء المفاوضات مع محافظة الصالون واقتناعهم باستحالة إقامة الصالون بقصر المعارض، وقد أمرت الوزيرة خليدة تومي بإقامة الصالون تحت خيمة سيرك سيتم استئجارها من ألمانيا بقيمة مالية تفوق 4 ملايين أورو كانت ستستفيد منها الشركة الوطنية للمعارض والتصدير ''صافاكس''. ونظرا للتضارب الكبير في الآراء والمواقف، ارتأت ''النهار'' تسليط الضوء على الأسباب الحقيقية التي دفعت بوزيرة الثقافة والمحافظ إسماعيل مزيان إلى اتخاذ قرار نقل الصالون وإقامته في خيمة مجهزة تمتد على مساحة 13 ألف متر مربع، تم استيرادها خصيصا من ألمانيا، وترحيله من المؤسسة المتخصصة في تنظيم الصالونات الدولية، واتصلنا بكل الأطراف. وكشف رشيد قاسمي، الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير ''صافاكس''، أن إسماعيل مزيان لم يجب على المراسلات التي وجهتها إليه ''صافكس''، وكانت آخرها بتاريخ 10سبتمبر المتزامن مع شهر رمضان، تحصلت ''النهار'' على نسخة منها، تؤكد أن ''صافكس'' استوفت كافة الشروط، وعبر قاسمي عن رفضه الشديد في إقحامه في ''تصفية حسابات شخصية ليست للمؤسسة أي علاقة بها''.وفي هذا الشأن أكد قاسمي في تصريح ل''النهار'' قائلا ''نحن كطرف مختص في تنظيم المعارض ليس لدينا أي دخل في النزاعات القائمة بين إسماعيل مزيان والنقابات، مهمتنا الأولى هي تحقيق الفائدة كوننا مؤسسة ذات طابع اقتصادي بالدرجة الأولى، وعلى الرغم من ذلك أبدت المؤسسة استعدادها لإنجاح التظاهرة''، وأردف قائلا: ''المحافظة جاءت لاستشارتنا لإقامة الصالون، لم تعجبها شروطنا ولو أنها نفس الشروط المعهودة، وبل منحناها امتيازات عديدة وكافة التسهيلات للنهوض بالصالون، من احتساب الكراء بنظام تسعيرة المربعات القديمة المحددة ب 85 دولارا فقط، بالإضافة إلى ذلك وعكس ما كان معمولا به في السنوات الماضية قررت إدارة ''صافكس'' أن يكون الدخول مجانيا للجميع، بالإضافة إلى تقسيط دفع المستحقات''.وقد استنكرت نقابة مهني الكتب على لسان ناطقتها الرسمية، راضية عابد، الضغوط التي تعرضت لها النقابات، معبرة عن أسفها الشديد إزاء الأوضاع المزرية التي آلت إليها الطبعة الرابعة عشر، مؤكدة في هذا الشأن أن قائمة المقاطعة المفتوحة، وتضم أكثر من 83 ناشرا قرروا مقاطعة السيرك الدولي للكتاب، مستنكرة قرار المحافظة تحويل تنظيم الطبعة ال 14 من الصالون الدولي للكتاب إلى المركب الأولمبي 5 جويلية، الذي اتخذ بشكل انفرادي دون استشارة الأطراف الفاعلة كما كان معمولا به في السنوات الماضية، سيما وأن المحافظة تحججت بأن القبلة الجديدة مدروسة لاستقبال أكبر قدر من الزوار، بحكم موقعها القريب من الكليات والمعاهد، وكأن الطلبة هم المعنيون بالصالون دون الآخرين، وأضافت عابد أنه رغم الاتصالات مع محافظ الصالون إسماعيل مزيان للوصول إلى حل إلا أن هذا الأخير رفض الحوار وقرر تنظيم التظاهرة في منطقة شوفالي المعروفة بأنها من أكبر نقاط الازدحام السوداء، بالإضافة إلى قلة المواصلات إليها وهو ما سيؤثر سلبا، حسبها، على زوار المعرض الذين تعودوا أن يحجوا إلى قصر المعارض كل سنة. وفيما برأت خليدة تومي رسميا الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير ''صافكس'' السيد رشيد قاسمي من مسؤولية نقل الصالون الدولي للكتاب إلى المركب الأولمبي 5 جويلية حيث ستقام خيمة السيرك المخصصة لتنظيم الصالون الدولي للكتاب بعد اقتنائه بمبلغ مالي ضخم بالعملة الصعبة وفي ظروف غامضة، علمت ''النهار'' مساء أمس أن النقابات المناهضة لمحافظ الصالون قررت، تحت الضغط، المشاركة في الصالون الدولي للكتاب الذي تقرر نقله لأول مرة إلى خيمة سيرك!!