ضاعف أمس المنتخب الزامبي حظوظ ضيفه المنتخب المصري من أجل الذهاب بعيدا في تحقيق حلم التأهل لمونديال بلد نيلسون مونديلا 2010 عقب تكبده هزيمة على ملعب الموت الذي أصبح ملعبا لحياة المنتخبات التي تحل ضيفة على التماسيح الزامبية، والتي أصبحت أليفة بدورها بتسهيلها لمهام منتخب الفراعنة في مباراة طفح فيها الكيل وشكلت وصمة عار على الكرة الزامبية بالنظر للوجه الباهت الذي ظهرت به التماسيح الأليفة للمدرب الفرنسي هيرفي رونار، والبداية كانت واضحة وضوح الشمس خلال المرحلة الأولى من اللقاء عندما كان يصل اللاعب الزامبي الذي يشبه اسمه ب"الكلب" في لغتنا العربية "كلابا"، وزميلة كاتونغوا إلى شباك مرمى الحارس المصري عصام الحضري ليرمي كرته خارج إطار المرمى أحيانا ويتفادى تسديدها بقوة صوب المرمى أحيانا أخرى، أما المرحلة الثانية من المباراة فقد باتت الطبخة الزامبية المصرية واضحة وضوح الشمس وهذا ليس لتواصل الهجمات المحتشمة للزامبيين بل للتواطؤ الواضح للاعبين الزامبيين الذين عجلوا في تسهيل مهام أشبال المدرب الفرنسي هيرفي رونار وكان بطلها الدفاع الزامبي وحارس مرمى زامبيا موين في الدقيقة ال 68 وهذا ببقائهم متفرجين على تسديدة حسني عبد ربه التي أخرجت ملايين المصريين إلى الشوارع محتفلين بما وصفوه بالنصر العظيم، وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الملايين من الجزائريين إزالة الشكوك حول احتمال ترتيب الاتحادية الزامبية لكرة القدم نتيجة اللقاء لصالح المصريين، تأكد مع مرور الوقت الطبخة الفعالة بين المنتخبين الزامبي ونظيره المصري. كالوشا بواليا أعلنها باكرا عندما صرح أنه يرشح مصر لبلوغ المونديال ويبقى أكبر دليل على ترتيب نتيجة اللقاء بين المنتخبين المصري والزامبي، التصريحات الصفية التي أدلى بها رئيس الاتحادية الزامبية لكرة القدم كالوتشا بواليا قبل 4 أيام فقط من موعد المباراة الرسمي عندما صرحها وبطريقة علنية لوسائل الإعلام تحت عنوان مكتوب بالبند العريض "أرشح المنتخب المصري لاقتطاع تأشيرة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا"، هي تصريحات جاءت لتزيح الستار عن الترتيبات التي جرت بين مسؤلي المستديرة في مصر ونظرائهم في مصر. الثعلب الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في البليدة تحول إلى أرنب أليف للمصريين أما العنصر الآخر الفاعل في معادلة الطبخة التي جرت بين المصريين والزامبيين، فقد كان المدرب الفرنسي هيرفي رونار الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في آخر مباراة له جمعت "ذباباته" الأليفة بالمنتخب الجزائري بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، عندما بقي يتحرك يمينا وشمالا ولم يكتف بالصراخ على لاعبيه داخل الميدان من أجل الخروج بنتيجة ايجابية تخدم اخوانهم الفراعنة، بل أنه اظطر في بعض الأحيان حتى إلى مضايقة لاعبي "الخضر" على غرار ما فعله مع المدافع عنتر يحيى الذي دخل معه في مشادات كلامية خلال المرحلة من اللقاء، وهذا قصد التأثير على معنوياتهم وتركيزهم، كل تلك الحيوية والحرارة لم تظهر عليه أمس على ملامح الملقب ب"الثعلب" الذي تحول إلى "أرنب أليف" في خدمة فراعنة المنتخب المصري، وأمام أنظار الجماهير الزامبية باعتباره كان يدرك جيدا العقاقير التي وظفت في الطبخة الزامبية المصرية، واكتفى بوضع يديه على جبهته إلى غاية إعلان الحكم عن صافرة النهاية ليتوجه مباشرة لتقديم التهاني للمدرب حسن شحاتة على نجاح الصفقة الزامبية المصرية من أجل أن يذهب المنتخب الجزائري ككبش فداء يوم 14 نوفمبر القادم بملعب القاهرة الدولي.