يسترجع اليوم الشعب الجزائري ذكريات الثورة التحريرية الخالدة، والتي تأتي هذه السنة في ظرف خاص، على اعتبار أن عقول الأغلبية مشدود إلىمصر، أين ينتظر محاربي الصحراء موعد مهم في 14 من هذا الشهر، عندما يواجهون منتخب الفراعنة في مواجهة فاصلة،لتحديد ممثل المجموعة الثالثة في مونديال القارة السمراء. اليوم يبدأ العد التنازلي للمباراة المرتقبة التي سيخوضها أشبال المدربرابح سعدان، الذي من باب الصدفة عاد لقيادة المنتخب الوطني لكرة القدم ذات يوم من هذا الشهر قبل سنتين، أين قاده ليحقق نتائجلم تكن تخطر على بال، حتى لدى أكبر المتفائلين في الجزائر، بعد المهازل التي سجلها المنتخب الوطني تحت قيادة المدربالفرنسي جون ميشال كفالي. عندما نتحدث عن نوفمبر؛ نتذكر الكثير من الأبطال الذين كتبوا تاريخ الجزائر بدمائهم الزكية،ليمنحوا هذا الشعب حريته المفقود، التي اغتصبها ذات يوم المستعمر الفرنسي الغاشم، الذي حاول القضاء على الأخضر واليابس،لكن إرادة الرجل وعزيمة الأبطال أسقطت كل مخططاته في الماء. ومثلما يقال ذلك الشبل من ذلك الأسد؛ فإن كتبية رابح سعدانهي من سلالة أبطال نوفمبر، كيف لا والكثير من لاعبي المنتخب الحالي، أكدوا في أكثر من مرة أنهم مستعدون للموت فوقأرضية الميدان، من أجل زرع الابتسامة في شفاه أبناء هذا الشعب، الذين ينتظرون عودة منتخبهم إلى أكبر منافسة كرويةعالمية، الذي غاب عنها الخضر منذ مونديال المكسيك. ويبقى الأكيد أن النتائج التي حققها المنتخب الوطني هذه المرة، قد أعادتمظاهر الافتخار بهذا الوطن إلى الواجهة، ذلك أنه يكفيك أن تنزل إلى أي شارع في أي ولاية وحتى في أعمق مناطق الوطن،لتشاهد مختلف فئات المجتمع حاملة الراية الوطنية وهي تفتخر بذلك، في مشاهد تقشعر لها الأبدان، كيف لا وأنت تشاهد فيبعض الأحيان أطفال لا يتعدى عمرهم بضع سنين، وهم ينادون بحياة الجزائر التي تبقى دوما الوطن الذي نفتخر به، ونحمد اللهعلى أننا أحد أبناءه. ليبقى الأمل الكبير في رفقاء زياني لإكمال هذه الفرحة، بعد 14 يوم من الآن، بكسب ورقة التاهل إلىمونديال جنوب إفريقيا.