قال إن الأطباء المقيمين تلقوا تكوينهم من ضرائب يسددها الشعب..أويحيى: أزال الوزير الأول، أحمد أويحي، اللثام عن العديد من القضايا التي ظلّت محل تداول إعلامي أو في الصالونات السياسية، على غرار تلك التي تنبأت بإنهاء مهامه بحجة وجود توتر على مستوى الجهاز التنفيذي، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية التي صنعت الجدل خلال الأزمة الأخيرة. وقال الوزير الأول في ندوة صحافية نشطها بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، إن التعديل الجزئي للحكومة الذي أجراه رئيس الجمهورية، مؤخرا، بمعالجة ما رآه الرئيس من أوضاع على مستوى أربعة قطاعات، وجاء كصفارة حكم مباراة أنهى بها التأويل، مضيفا بالمقابل أن من كان يحلم بأشياء أخرى تفاجأ. وفي رده على سؤال «النهار» حول حقيقة وجود صراع بين الرئاسة والوزير الأول، ذكر أويحيى أن الوزير الأول يعينه رئيس الجمهورية، وعندما لا تسير الأمور فالرئيس له حل جد بسيط يتمثل في إنهاء مهامه، كما وصف التعاليق المتحدثة عن صمت رهيب للحكومة بالأمر المبالغ فيه، كونه لا يمكن أن نقول إن الوزراء غائبين في الميدان أو الإعلام أو البرلمان للرد على الأسئلة، مضيفا أن دوره كوزير أول هو العمل وتأدية الواجب، أما التعاليق ضد أو مع فهو أمر عادي. كما أشار أويحيى إلى أن التهويل السياسي هو نتيجة اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والكل ينتظره ويحضر له على طريقته، مضيفا أن الجزائر تعيش سنة ساخنة قبل الانتخابات الرئاسية، ومن الطبيعي أن تكون هناك تعاليق، ودورنا هو القيام بالواجب ونحترم أصوات المعارضة والموالاة. وبخصوص الإضرابات التي عرفها قطاع التربية، أشاد بصبر وجرأة وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، في التعامل مع عشر نقابات في القطاع وكذا تغليب العقل، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يتم إقالة وزير لمجرد وجود مشاكل في قطاعه، كما أكد في هذا السياق أن الحكومة لن تقبل بتصحر طبي للجزائر، وأن الأطباء أبناء الجزائر الذين تلقوا تكوينا بأموال الضرائب التي يدفعها الشعب، ولذلك لابد من تواجدهم بكل القطر الوطني. ومن جهة أخرى، كشف المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي، عن إمكانية تطبيق النمط الجديد لسياسة الدعم الاجتماعي بداية من السداسي الثاني للسنة القادمة، مؤكدا أنه لن يكون أي تغيير في سياسة الدعم الاجتماعي خلال السنة الجارية وفي ذات الإطار، قال الوزير الأول إنه في خضم مساعي تعديل سياسة الدعم، ستسهر الحكومة على عدم المساس بالطبقات ذات الدخل الضعيف والطبقة المتوسطة، والتي تعد العمود الفقري للبلاد، مضيفا أنه من غير المعقول أن يستفيد من يتقاضى 100 مليون من الدعم. وتوقع المتحدث تحسن الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، والذي توقع أن يكون تدريجيا بالموازاة مع تطبيق برنامج الإصلاحات الاقتصادية، بعد ارتفاع مستوى تمويل الاقتصاد والحركية التي يعرفها الاستثمار منذ السداسي الثاني من السنة الماضية، إضافة إلى ارتفاع مستويات تساقط الأمطار ومردودها المتوقع على الفلاحة بشكل خاص. الجزائر لن تنزلق وراء ما يشاع في الإعلام المغربي وبخصوص التكالب المغربي الأخير على الجزائر بعد حادثة الطائرة العسكرية، أكد الوزير الأول أن السلطات لن تنجر وراء حملة التهويل التي تعرفها الساحة الإعلامية المغربية، وإنما كعادتها تلتزم بالحكمة في علاج القضايا الدولية وتسعى إلى تطوير علاقاتها مع كل الدول وليس العكس. وقال أويحيى في رده عن سؤال حول ما تعرفه الساحة الإعلامية المغربية من حملات مشحونة بالكراهية، لاسيما تلك التي تزامنت مع حادثة سقوط الطائرة العسكرية، إن سوء التفاهم بين الجزائر والجارة المغربية هو حول قضية الصحراء الغربية، مبرزا أن الإخوة المغاربة يرغبون في جعل الجزائر طرفا في الصراع، بينما صاحب القضية هي جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وليست الجزائر، مشددا على أن هذه الأخيرة لن تنزلق وراء ما يشاع في الإعلام المغربي. وفي سياق آخر، اعتبر أويحيى نشر السلطة الصحراوية عبر وسائل الإعلام الإلكتروني، أسماء الضحايا الصحراويين في حادثة الطائرة الأليمة وتقديم تفاصيل عن وظيفتهم لتفنيد ما جاء في وسائل الإعلام المغربية، والذي مفاده أن ضحايا الطائرة الصحراويين ما هم إلا عناصر من جبهة البوليساريو الذين كانوا في الجزائر في إطار اجتماع عسكري للجبهة.