تتوفر ولاية المدية على 150 برج مراقبة تابع لمفارز الحرس البلدي التي تم نشرها في المناطق الجبلية والنائية، التي عرفت في سنوات سابقة تدهورا أمنيا دفع بالعديد من العائلات إلى النزوح إلى وسط المدينة أو باتجاه الولايات المجاورة، ولم يسجل إعادة إعمار العديد من الدواوير، حيث يرهن السكان عودتهم باستقرار الوضع الأمني، بضرورة تحسين ظروفهم الإجتماعية والتكفل بانشغالاتهم المتمثلة في توفير الإنارة العمومية وترميم الطرقات لفك العزلة عنهم، واستفادتهم من الدعم في مجال الفلاحة والسكن. انحسار نشاط جماعة ''عاصم'' وزحف تدريجي لجماعة درودكال وتم توزيع هذه المفرزات حسب خريطة أمنية مدروسة، حسبما أفاد به المقدم عثماني قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المدية، في رده على سؤال ''النهار'' المتعلق بالتغطية الأمنية للمناطق النائية والمهجورة، وتم نشر هذه الأبراج في الدواوير المهجورة التي استغلتها الجماعات الإرهابية كممرات للعبور والتنقل باتجاه معاقل الإرهاب بجبل اللوح بعين الدفلى وبرج الأمير عبد القادر بولاية تيسمسيلت غرب البلاد وأيضا باتجاه جبل بوكحيل بالجلفة جنوبا. ويشير متتبعون للشأن الأمني بولاية المدية، إلى انحسار النشاط الإرهابي بشكل لافت في السنوات الأخيرة، في منطقة شهدت سلسلة من المجازر الجماعية، الكمائن والحواجز المزيفة في عهد ''الجيا''، تحت إمرة جمال زيتوني، إضافة إلى حل ''الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد'' تحت إمرة علي بن حجر، بعد التحاقها بهدنة ''الآئياس'' (الجيش الإسلامي للإنقاذ المحل) والإستفادة من عفو شامل، وتراجع نشاط جماعة عبد القادر صوان (أبو ثمانة)، الذي توفي متأثرا بداء السكري، وخلفه المدعو لسلوس المدني (عاصم)، تحت ضغط العمليات العسكرية وموجة التوبة، وينتشر أتباعه في مناطق محددة. لكن الإعتداءات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت دورية للدرك وعونين من الحرس البلدي واغتيال مقاوم، كانت مؤشرات على زحف نشطاء التنظيم الإٍهابي المسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) إلى المنطقة مجددا، في إطار استراتيجية إعادة الإنتشار في المعاقل الإستراتيجية السابقة ل''الجيا''، خاصة بعد حملة التجنيد التي قادها التنظيم الإرهابي، حيث سجل التحاق 9 شباب ينحدرون من منطقة شلالة العذاورة بالجبل عام 2008، وعلمت ''النهار'' في هذا الإطار، أنه تم تحديد هوية 3 إرهابيين منهم، ويتعلق الأمر بالأخوين المدعوين ''قير ابراهيم'' المكنى ''سلمان'' و''قير بن ساعد'' المكنى ''هود''، اللذين تم استلام جثتيهما وتشييع جنازتهما في حدود الساعة الثانية بعد منتصف ليلة الجمعة الماضية، إضافة إلى المدعو ''بوسعادي بن يوسف'' المكنى ''حشيشة''، كما سبق ل''النهار'' أن أشارت إليه في أعداد سابقة.