يعتبر مهاجم المنتخب الوطني عبد القادر غزال المواجهة التي ستجمعه اليوم بالمنتخب المصري أنها تحمل أكثر مسؤولية بالنسبة له مقارنة ببقية زملائه في التشكيلة الوطنية، باعتباره لم يشغل عداد أهدافه منذ بداية النهائيات، واعدا في نفس الوقت مناصري المنتخب الوطني بفعل المستحيل من أجل طرد النحس خاصة وأن الأمر يختلف تماما هذه المرة باعتبار المنتخب المنافس اسمه مصر. بداية، كيف وجدتم أجواء مدينة بينغيلا ؟ أظن أنها مدينة جميلة وهادئة جدا مقارنة ببقية المدن الأخرى التي سبق لنا وأن أقمنا بها, وساعدتنا كثيرا على الموعد الذي ينتظرنا اليوم أمام مصر, كما أنني أعجبت ببعض المواقع الطبيعية الخلابة التي تتواجد بها. وماذا عن استعدادكم لمباراة اليوم ؟ في الحقيقة لقد حضرنا بصفة جيدة لملاقاة المنتخب المصري في نصف النهائي سواء من الناحية البدنية أو التكتيكية باعتبارنا متحررين نفسيا من هذا اللقاء، ولهذا فتركيز المدرب الوطني خلال حصصه التدريبية كان على الجانب التكتيكي الذي يعد عاملا مهما في مثل هذا النوع من اللقاءات. عندما تقول في مثل هذا النوع من اللقاءات تقصد أن المباراة ليست عادية بالنسبة لك مقارنة ببقية المبارايات الأخرى ؟ لا أنا لا أقصد أن المبارات غير عادية وإنما المقصود من كلامي أن التشكيلتين تعرفان بعضهما البعض جيدا والسبب أظنه واضح جدا وهو أننا سنلتقي للمرة الرابعة على التوالي في ظرف أقل من سبعة أشهر ولهذا لا أظن أن المعطيات ستتغير بنسبة كبيرة باعتبار أن تشكيلة المنتخب المصري الحالية تقريبا نفسها التشكيلة التي واجهناها من قبل ونفس الشيء بالنسبة لنا ولهذا فان الأمور ستلعب على الجانب التكتيكي أكثر من الجوانب الأخرى. أكيد أن المعنويات التي ستواجهون بها الفراعنة اليوم تختلف وبنسبة كبيرة عن تلك المعنويات التي سبقت مواجهة القاهرة والسودان ؟ بطبيعة الحال، فالأمر يختلف تماما ولا مجال للمقارنة اطلاقا لأن الظروف التي لعبت فيها مباراة القاهرة تختلف تماما عن الظروف التي سنواجه فيها المنتخب المصري اليوم بمدينة بانغيلا وبنسبة أقل الظروف التي لعبنا فيها المباراة الفاصلة في العاصمة السودانية الخرطوم, أضف الى ذلك أن الأمر يتعلق بنصف نهائي كأس أمم افريقيا ولهذا فالأهداف والمعطيات تختلف تماما والمعنويات أيضا. هل من توضيخ أكثر .. أقصد أنه عندما تلعب من أجل الخروج بتأشيرة التأهل لأكبر منافسة عالمية ليس الأمر مشابها عندما تلعب من أجل كسب مباراة في نهائيات كاس أمم افريقيا وهنا لا أريد القول أن كأس أمم افريقيا ليست مهما بالنسبة لنا ولكن الأهداف تختلف باختلاف الأهداف وتحتلف الأولويات أيضا. إذن أين يصنف عبد القادر معنوياته قبل ملاقاة الفراعنة اليوم ؟ أرى أنها مصنفة في الدرجة العليا ومرتفعة جدا قبل هذه المباراة خاصة وأننها تكتسي طابعا خاصا بالنسبة لي ولا أريد أن يقف أمامي أي عائق يحول دون الوصول للهدف الموجود في ذهني. أي هدف ؟ دعني أقول لك أن هذا اللقاء له أهمية خاصة بالنسبة لي ومسؤليتي قد تختلف نوعا ما عن مسؤولية بقية اللاعبين, أنا أدرك جيدا أنني لم أصل للشباك بعد منذ انطلاقة النهائيات ولهذا فان هدفي الاول هو هز شباك المنتخب المصري مهما كلفني الثمن ومهما كانت النتيجة اثناء اللقاء, المهم الوصول الى شباك المصريين بشتى الطرق حتى أبعد النحس الذي يطاردني. ولكن هل لنا معرفة سبب صيامك عن التهديف لحد الآن ؟ في الحقيقة لا يوجد أي سبب يستدعي التذكير، أنا أسعى دائما للتهديف ولكن الأمر ليس بيدي, ففي الكثير من الأحيان لن يحالفك الحظ رغم انك تبذل مجهودات كبيرة وجبارة من أجل التهديف إلا أنك لا تصل لهدفك المسطر وهذا الأمر خارج عن نطاقك ولا دخل لك فيه أبدا ولكن لا أخفي عنك أنني سأعمل المستحيل من أجل الوصول الى شباك الخصم مهما كلفني الامر خاصة وأن اللقاء يتعلق بمباراة نصف نهائي كاس أمم افريقيا. ولكن الشيء الذي أنا متاكد منه جيدا أنه لن يهدأ بالي حتى أسجل في شباك المصريين خاصة وأن أول أهدافي في تصفيات الدور الأخير لنهائيات كأس أمم افريقيا والعالم 2010 كانت في شباك المنتخب المصري في لقاء الجولة الثانية عندما فزنا عليهم بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. ألا ترى أن المباراة لن تكون عادية وستشهد تنافسا حادا داخل أرضية الميدان؟ المباريات التي كانت تجمعنا بالمنتخب المصري لم تكن عادية باعتبارها داربي كلاسيكي وبالنظر للتنافس الشديد بين المنتخبين وكذا عامل الضغط, ولكن كل هذه الأمور تتعلق عندما تلعب المواجهات في عقر ديار المنتخب المصري أما أن تواجهه خارج دياره فالأمر يصبح عاديا بالنسبة لنا وأريد أن أقول لك أن المنتخب المصري عندما يلعب بأرضية ميدانه يستند لكل الطرق من أجل كسب اللقاء سواء كانت شرعية أم لا وفي حال ما إذا واجهناه خارج الديار فالأمر يختلف تماما والدليل على ذلك ما حدث في مباراة العودة بملعب القاهرة. هل لازالت أحداث القاهرة وملحمة السودان في ذهن غزال ؟ أظن أنه من الطبيعي عندما تدرك أنك ستواجه المنتخب المصري في نصف نهائي كأس أمم افريقيا تعود لذاكرتك المباريات التي خضناها معه من قبل خاصة وأنها راسخة في أذهاننا وفي اذهان العديد من اللاعبين الذين تابعوا التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس أمم افريقيا والعالم 2010 والطريقة التي استقبلنا بها بالعاصمة المصرية القاهرة ولكن الامر البديهي أن المنتخب الوطني مستعد للحلقة الرابعة التي ستجمعه بالمنتخب المصري وليس لدينا أي مركب نقص بخصوص هذا الجانب. نفهم من كلامك أنك لم تنس تلك الأحداث ؟ نعم، فمن غير المعقول نسيان تلك الحادثة باعتبارها شوهت صورة المصريين لدى متتبعي كرة القدم في كل أنحاء العالم وجعلته يأخذون نظرة سلبية عنهم, أما بالنسبة للمواجهة الفاصلة التي جمعتنا بالعاصمة السودانية الخرطوم أظن أنها ستبقى ضمن أجمل الذكريات التي ستبقى راسخة في أذهاننا وأذهان الشعب الجزائري. وماذا عن الهدف المسطر مع المدرب قبل دخول اللقاء ؟ هدفنا منذ البداية لعب مباراة بمباراة من أجل الذهاب الى أبعد الادوار وباعتبارنا حاليا في الدور نصف النهائي من المنافسة الافريقية ورغم أن المنتخبين الجزائري والمصري يعرفان بعضهما جيدا، إلا أننا سندخل اللقاء وكأننا لا نعرف الخصم إطلاقا. غزال يقود الجزائر لنهائي كأس أمم إفريقيا... عنوان جميل يحتمل أن يتصدر عناوين الصحافة الجزائرية والعالمية غدا، أليس كذلك ؟ لا لا يجب أن نستبق الأحداث... (يضحك)، أنا أتمنى أن أكون في يومي أثناء اللقاء وأجسد الأهداف والنوايا التي تتواجد بداخلي على أرضية الميدان وبعدها أحس أنني أديت واجبي على أحسن ما يرام أمام أنصار المنتخب الوطني. على غرار ذكرك للأنصار، هل تعلم أنهم سيحضرون اليوم لمؤازرتكم ؟ خبر مفرح لأن حضورهم يزيدنا عزيمة وإرادة وقوة من أجل الفوز ولهذا رؤية الأعلام الوطنية في المدرجات تحفزنا أكثر على تحقيق أهدافنا.