بوسط مدينة وهران وبعمارة مقابل فندق الروايال تعيش عجوز في الثمانينيات من العمر مأساة يعجز اللسان عن وصف حقيقتها. مقابل الظروف الكارثية التي تعيشها خالتي غزالي جميلة وسط شقة تابعة لعمارة محكمة الإغلاق ومنعزلة عن العالم الخارجي. خالتي جميلة التي زارت النهار بيتها الذي تحول إلى خراب تنبعث منه روائح كريهة بمجرد اقترابك من المكان. تعيش لوحدها وسط هذه الوضعية الكارثية لأكثر من 24 سنة دون تدخل من أحد. منزل مهترئ بنسبة مائة بالمائة لا تتوفر فيه ادنى مرافق الحياة من ماء وكهرباء، اثاثه وفراشه بالية. كما أن العجوز في حالة صحية مزرية بالكاد تستطيع التحرك بفعل الأورام على مستوى رجليها ويديها بالإضافة الى فقدانها للبصر. خالتي جميلة تصارع مصيرها المأساوي هذا طيلة 24 سنة بعد طلاقها وتخلي عائلتها عنها. فحتى ابنتها التي تكفلت بتربيتها منذ الولادة كونها خالتها تعاني حياة الشقاء المرتسمة على وجهها. رغم انها تنحدر من عائلة مرموقة فشقيقها طبيب بولاية مستغانم كما أن لديها شقيق آخر متقاعد من سلك الإعلام بجريدة وطنية. ناهيك عن شقيقتها المغتربة بفرنسا، دون نسيان جيرانها الذين لم يعودوا يكترثون لحالها. حتى وإن كان من باب الإنسانية، بمحاولة انتشالها من براثين الحياة المأساوية او فقط محاولة تنظيفه او التكفل الصحي. خالتي جميلة التي تنام على افرشة متسخة وتعيش لأيام دون أكل وشرب تنتظر الإعانة من اصحاب السلطات المحلية وذوي القلوب الرحيمة.