لم يعد عالم الانحراف اليوم مقتصرا على البالغين من الجنسين من الذين تطالعنا الصحف يوميا بقضاياهم الإجرامية المتورطين فيها وضحاياها بل تعداه إلى فئة الأقل من 18 سنة والتي بالرغم من الحماية التي يمنحها لهم المشرع الجزائري باعتبار أنهم قصرا لا يملكون الأهلية إلا أنهم استطاعوا أن يصبحوا زعماء لعصابات وشبكات إجرامية تتفنن في القتل والتعذيب والاعتداء والسرقة و الدعارة والبغاء. مفترشو الأرصفة الأكثر عرضة للاعتداء وتعتبر وهران على غرار باقي المدن الكبرى التي تستقطب هؤلاء الضحايا القصر الذين يجدون فيها مكانا للهروب من المحيط العائلي بسبب أو دونه و دخول عالم الانحراف من بابه الواسع ... مظاهر البؤس والشقاء تلمحها بعدة نقاط بوسط المدينة حينما تجد مثلا بأحياء المدينة الجديدة خاصة قرب سوق « الكتان» أشخاصا منهم قصرا نصبوا لهم بيوتا من البلاستيك و ‘' الكارطون'' وعلّقوا أفرشة بالية متسخة على أغصان الأشجار المترامية على طول الشارع يلجأون إليها ليلا لقضاء سويعات في كثير من الأحيان تمر جحيما على القصر الذين يتعرضون إلى الاعتداءات الجنسية والجسدية من قبل الكبار المتشردين الكبار. مظاهر تشمئز لها الأنفس تبقى للأسف ديكورا طيلة السنة بالرغم من الحملات التي تقوم بها مصالح مديرية النشاط الإجتماعي من حين لآخر خاصة عند حلول فصل البرد من أجل جمع و تحويل هؤلاء المتشردين والتكفل بهم بعد تحويل الكبار إلى مراكز خاصة و القصر إلى أخرى تهتم بشؤون الأحداث .