بعدما تفوقت على جنوب إفريقيا بفارق 15 صوتا خلال التصويت فازت مصر رسميا بشرف تنظيم كأس أمم إفريقيا 2019 في نسختها ال32، التي ستجرى ما بين 15 جوان و13 جويلية بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة، وذلك على حساب جنوب إفريقيا وخلفا للكاميرون التي سحبت منها الكاف تنظيم «الكان» لعدم جاهزيتها لاحتضان التظاهرة. وخوفا من الوضع الأمني المتدهور، حيث جاء اختيار مصر لتنظيم نهائيات العرس الكروي الإفريقي على هامش اجتماع اللجنة التنفيذية للكاف، أمس، بالعاصمة السنيغالية داكار، أين تحصل الملف المصري على 16 صوتا مقابل صوت واحد لجنوب إفريقيا، فيما امتنع عضو واحد عن التصويت، وهو التفوق الذي كان كبيرا جدا نظرا للملف الذي قدمته مصر مقارنة بملف جنوب إفريقيا. هذا وستنظم مصر «الكان» للمرة الخامسة في تاريخها بعد سنوات 1959 و1974 و1986 و2006، وتوجت خلالها بالتاج الإفريقي فى ثلاث مناسبات، وخسرته مرة واحدة في نسخة سنة 1974. وكانت «الكاف» في وقت سابق قد أعلنت عن رفع عدد المشاركين في كأس إفريقيا 2019 من 16 منتخبا إلى 24 منتخبا، لأول مرة في تاريخ المنافسة. وأقدمت على تغيير زمن إجرائها من شهر جانفي إلى شهر جوان، حيث تأهل لحد الآن، رسميا، 13 منتخبا، يتقدمهم البلد المضيّف، مصر، الجزائر، تونس، المغرب، السنيغال، الكاميرون، نيجيريا، كوت ديفوار، مدغشقر، مالي، غينيا، أوغندا وموريتانيا، في انتظار 11 منتخبا آخر خلال الجولة الأخيرة من التصفيات. المخاوف الأمنية تهدد نجاح الفراعنة و«الخضر» سيتنقلون بذكريات 2009 يعرف الوضع الأمني في مصر، حالة غير مستقرة منذ أحداث سنة 2011، والربيع العربي الذي غيّر مسار البلاد سياسيا واقتصاديا، خاصة بعد إزاحة حسني مبارك من سدة الحكم، وهو الأمر الذي انتقل أيضا لملاعب كرة القدم سنة 2012 بعد الأحداث الخطيرة التي عرفها ملعب بور سعيد التي خلفت 74 قتيلا. مما جعل الحكومة المصرية تتدخل بقرارات صارمة ليتم بعدما تحديد عدد الجماهير خلال جميع مباريات البطولة والكأس وحتى في المنافسات القارية، مما جعل المواجهات الكروية في مصر تلعب أمام مدرجات شبه فارغة. وهو الأمر الذي سيزيد من مخاوف نجاخ «الفراعنة» في احتضان «كان 2019» خاصة وأن مسؤولي الإتحادية المصرية لكرة القدم، عبر العضو المجلس، مجدي عبد الغني، سبق له وأن صرح الشهر الفارط، برفض «الجبلاية» الترشح لتنظيم نهائيات أمم إفريقيا 2019 لأسباب أمنية واقتصاية، قبل أن يتم التراجع بقرار حكومي عقب إعلان المغرب عن عدم نيتها في الترشح لاحتضان العرس القاري. هذا وسيتنقل المنتخب الوطني إلى مصر، بعد 10 سنوات كاملة عن آخر لقاء خاضه هناك أمام مصر شهر نوفمبر 2009، في آخر جولة من تصفيات مونديال 2010. وهو اللقاء الذي خسره الخضر بثنائية من دون رد، وعرف أحداث عنف كبيرة منذ وصول الوفد الجزائري إلى مصر وحادثة الاعتداء على الحافلة التي كانت تقله من طرف مشجعين مصريين أدت إلى إصابة اللاعبين، ليمتد إلى غاية نهاية اللقاء والاعتداءات على أنصار المنتخب الوطني. تجدر الإشارة إلى أن المدرب الوطني جمال بلماضي كان قد عبر عن تفضيله لعب «كان 2019» في جنوب إفريقيا عوض مصر، بسبب تخوفه من الحرارة المرتفعة في مصر خلال شهر جوان.