تعرضت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية ''المحصنة''بالجزائر الكائن مقرها بحيدرة، إلى عملية سرقة طالت أثاثا ومعدات فاخرة من الطراز الرفيع، فاقت قيمتها المالية أكثر من 34 ألف دولار على يد أربعة جزائريين يعملون منذ أكثر من 20 سنة داخل حرم السفارة، و بالتحديد على مستوى المخزن. حيث ورغم كل الإجراءات والتدابير الأمنية المشددة والمتخذة من طرف السفارة الأمريكية، إلا أن هذا لم يمنع من إخراج مختلف أنواع الأثاث بطريقة ''سهلة وبسيطة''من السفارة ونقلها عبر شاحنة كبيرة، ومن ثم إخفائها على مستوى المنطقة المعروفة ''حي الينابيع''، وبالضبط داخل قبو عمارة.وفي هذا الصدد؛ كشفت مصادر قضائية ل''النهار''أن عميد قضاة التحقيق بالغرفة الأولى على مستوى محكمة بئر مراد رايس، قد أمر مؤخرا بإحالة ملف ''الفضيحة''على محكمة الجنح، أين سيتم محاكمة المتهمين الأربعة عن جرم السرقة الموجه إليهم، مفيدة أن عميد قضاة التحقيق؛ كان قد باشر منذ شهر نوفمبر الفارط البحث والتحقيق في القضية، كما أكدت أن القضية حملت في بادئ الأمر طابعا جنائيا ''محضا''، بحكم أن السرقة تمت بالتعدد وطالت المستخدم وهو سفارة أمريكا، بيد أن غرفة الإتهام رأت غير ذلك وإرتأت إعادة تكييف الوقائع إلى جنحة السرقة، حيث سيمثل المتهمون الأربعة خلال الأيام القليلة القادمة أمام المحكمة، في حين أعلنت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية تأسسها طرفا مدنيا. بالموازاة؛ أفادت المراجع ذاتها أنه وبخصوص الأطراف المتابعة في قضية الحال، فإن الأمر يتعلق برئيس المخزن رفقة ثلاثة موظفين بذات المصلحة، بحكم أنهم المكلفون بشحن السلع وتوضيبها على مستوى المخزن، بعد استقدامها من الحاويات، مشيرة إلى أنه يتواجد من بين المتهمين موظف كان قد توقف عن العمل بسفارة أمريكا بالجزائر قبل ستة أشهر من اكتشاف الواقعة، وأن هذا الأخير كان قد عمل على مستوى عدة سفارات وقنصليات معتمدة بالداخل والخارج آخرها سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بتونس، أين كان يشغل منصبا هناك.وعلى صعيد ذي صلة؛ قالت مصادر ''النهار''، أن سفارة أمريكا وبعد شكوكها حول اختفاء وسرقة المعدات والأثاث، باشرت تحرياتها الداخلية والتي مست كل موظفي وأعوان السفارة، وصولا إلى أحد المتهمين هذا الأخير وبعد إخضاعه لجلسات تحقيق ''معمقة و مشددة''، صرح واعترف أنه ومنذ ستة أشهر مضت، لاحظ اثنان من رفقائه يقومان بحمل وإخراج سلع وأثاث، ويقومون بشحنها على مستوى شاحنة، مؤكدا بالحرف الواحد أن هؤلاء كانوا يقومون بحمل المسروقات باتجاه قبو إحدى العمارات بحي الينابيع، وعليه وبعد إصدار أمر بالتفتيش صادر عن وكيل الجمهورية بمحكمة بئر مراد رايس، تم الانتقال إلى عين المكان أين عثر المحققون على المسروقات التي كانت مخبأة بإحكام داخل القبو، وفي هذا المقام، أشارت مراجعنا أن المتهم الذي كان يعمل على مستوى سفارة أمريكا بتونس، صرح أنه قام باقتناء الأثاث محل المتابعة في المزاد العلني بماله الخاص، موضحا أنه شارك في كل عمليات البيع، وقام بإدخال المشتريات إلى التراب الجزائري، مفندا سرقته لها. من جانب آخر؛ كشفت مصادر على صلة بالملف، أن المتهمين عُرفوا على مدار السنوات التي عملوا بها على مستوى السفارة، بحسن الأخلاق والسيرة حتى أنهم تحصلوا على شهادات شرفية وتقديرية موقعة من طرف السفير الأمريكي، يشهد لهم من خلالها بالنزاهة و الكفاءة، قائلة أن المتهم الذي كان قد اعترف لأول وهلة أمام محققي السفارة الأمريكية، تراجع عن كل الأقوال والتصريحات التي أدلى بها خلال كل مراحل التحقيق معه من طرف قاضي التحقيق، مفيدة أنه أرجع اعترفاته إلى الضغط والذعر الذي تعرض إليه من طرف الأمريكيين، خاصة وأنه لم يبق على تقاعده إلا ثلاث أو أربع سنوات فقط.