شهدت مدينة لاهاي بهولندا نهاية الأسبوع اجتماعا طارئا لأكثر من ثلاثين سفيرا لدول إسلامية للسعي لمنع عرض فيلم يسيء للإسلام و يصور القرآن على أنه كتاب فاشي. الفيلم من إنتاج النائب البرلماني "جريت ويلدرز" اليميني المتطرف و يظهر من خلال الفيلم "ويلدرز" وهو يمزق القرآن. و قال الوزير الأول الهولندي "جون بيتر بالكنيند" للسفراء المجتمعون "إن الحكومة الهولندية تقاسمكم انزعاجكم من هذا الموضوع، و نحن لا نتفق مع النائب ويلدرز حول الفيلم". و كانت الحكومة الهولندية قد ناشدت النائب بعدم عرض الفيلم لما يحمله من إهانة لأكبر الديانات السماوية، لكن النائب أصر على عرضه وقال "إن الفيلم سيعرض مهما حدث، و إن منعت من بثه في التلفزيون سوف أقوم بعرضه عبر الأنترنت". و تحركت السلطات الهولندية لاحتواء الوضع منذ تسريب الأخبار عن محتوى الفيلم، حيث طار وزير خارجيتها لمدريد للمشاركة في ندوة عن تحالف الحضارات جانفي الفارط، للتخفيف من حدة الوضع، و تحدث مع نظرائه من الدول العربية والإسلامية الذين عبروا عن قلقهم من بث الفيلم. و أمام تعنت النائب "جريت ويلدرز" شرعت الحكومة الهولندية ومنذ أسبوع في نشر حوالي 1600 جندي مختصين في مكافحة الشغب تخوفا من أعمال عنف محتملة، خاصة بعد نزول المئات من المتظاهرين الأفغان للشارع للتنديد بعرض الفيلم. كذلك تهديد بعض الخلايا الأوروبية لتنظيم القاعدة بالقيام بعمليات تفجيرية في حالة عرض الفيلم. و في ذات السياق سجلت وزارة العدل 45 دعوة قضائية رفعتها عدة جهات، من بينها هيئات حكومية، وأشخاص ضد منتج الفيلم بتهمة قذف الدين والعنصرية، لكن وزير القضاء الهولندي، تأسف عن عدم النظر في القضايا بسبب أن الفيلم لم يعرض بعد. من جهته عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه حيال الموضوع، وأبلغ كل من هيئة الأممالمتحدة، و حلف الناتو عن قلقها من حدوث انفلات أمني بهولندا، و تتخوف من إعادة سيناريو الدانمارك التي شهدت أحداث عنف بعد نشر إحدى الصحف رسوم كاريكاتورية تسيء لنبي الهداية محمد عليه الصلاة والسلام. و ليست المرة الأولى التي يسيء فيلم هولندي للدين الإسلامي، حيث شهدت سنة 2004 إصدار فيلم "الخضوع" من تأليف البرلمانية الهولندية "حيرزي علي" و هي مرتدة عن الإسلام، من أصول صومالية، و يصور الفيلم الدين الإسلامي على أنه دين يذل المرأة و يضطهدها.