"أستعد لإنتاج فيلم تلفزيوني عن القرآن ليفتح عيون الناس ويعرفهم بخطر مد التسونامي الإسلامي على هولندا"، هذا ما أعلنه مؤخرا السياسي الهولندي المثير للجدل "جيرت ويلدرز"؛ ليشعل عاصفة من الانتقادات حول فكرته وليثير غضب الأقلية المسلمة في هولندا. وكان ويلدرز قد حذر في السابق من "موجة مد إسلامية" تجتاح هولندا التي يقطنها مليون مسلم، ووصف القران أنه كتاب "فاشي"، ودعا لحجب الثقة عن وزيرين مسلمين في الحكومة، مشككا في ولائهما للبلاد بسبب ازدواج جنسيتيهما. ويلدرز -41 عاما- المحاط دائما بحراسة خوفا على حياته، قال لقناة NOS الهولندية "إننى لا أسعى إلى إغضاب أحد، ولكني أريد فقط عرض أفكارى وآرائي التي عبرت عنها من قبل كنائب في البرلمان، وإذا شعر الناس بالإساءة إنه لشيء مؤسف، ولكن هذه ليست مشكلتي". وقال متحدث باسم وزارة العدل الهولندية "إن وزيري العدل والخارجية اجتمعا بويلدرز وشرحا له مخاطر عمل مثل هذا الفيلم على نفسه، وعلى مصالح هولندا في الخارج مع التأكيد أيضا على حريته في الرأي والتعبير". ويذكر أنه منذ ثلاث سنوات قام مسلح مسلم بقتل المخرج ثيو فان جوخ بسبب إخراجه لفيلم بعنوان "القمع Submission" كتبت قصته مشرعة هولندية سابقة تدعى "ايان هيرشي على" اتهمت فيه الإسلام بحض الرجال على العنف ضد النساء وأحدثت الجريمة ردود أفعال عنيفة ضد المسلمين في هولندا، وأجبرت "هيرشي" على الاختباء والتواري عن الأنظار. وصرح النائب البرلماني المسلم عبد المجيد خيرون لوكالة الأنباء الهولندية ANP "إن ويلدرز يسعى لإثارة الغضب وإن أسوأ ما يخشاه هو أن يقوم بعمل هذا الفيلم فعلا، مما قد يؤدي إلى ردود فعل في الخارج مشابهة لما حدث بسبب الرسوم المسيئة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-". حزب ويلدرز الليبرالي فاز بتسع مقاعد فقط من أصل 150 مقعدا في البرلمان الهولندي في انتخابات نوفمبر الماضية، ويتوقع حصوله على 11 مقعدا في أي انتخابات مقبلة، وفقا لاستطلاعات الرأي.