توصّلت الندوات الجهوية التي عقدتها وزارة التربية الوطنية ، في مختلف ولايات الوطن لتقييم مدى تقدّم المقرر السنوي، إلى أن الدروس في مختلف المواد وفي الأطوار التعليمة الثلاثة تشهد تأخرا كبيرا بعد ضياع ثُلاثي كامل من المقرر الدراسي، خاصة بعدما اتضح في الميدان بأن المخطط الإستعجالي الوطني الذي وضعته الوزارة لاستدراك الدروس الضائعة بسبب لجوء بعض الأساتذة إلى ''حشو التلاميذ'' وتلقين التلاميذ 3 دروس في درس واحد. وأوضح رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ الحاج دلالو، في تصريح ل''النهار''، أنه على وزارة التربية الوطنية والحكومة تحمّل مسؤولياتهم كاملة لضمان تمدرس أزيد من 8 ملايين تلميذ على المستوى الوطني، مؤكدا في ذات السياق على أن الندوات الجهوية التي تم عقدها في ولايات كالبليدة، الأغواط، معسكر وبومرداس، قد سجلت لدى اختتام أشغالها بحضور مديري التربية، مديري مركزيين وممثلين عن فيدرالية أولياء التلاميذ، تأخرا كبيرا في نسبة تقدم الدروس في مختلف المواد وفي الأطوار التعليمة الثلاثة، لاسيما المقبلين على الإمتحانات الرسمية خاصة المترشحين المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا، وذلك بعد ضياع ثُلاثي كامل من المقرر الدراسي للتلاميذ، بسبب الإضراب الذي دام 12 يوما. في الوقت الذي أشار إلى أن المخطط الإستعجالي الوطني الذي وضعته الوزارة لاستدراك الدروس لم يطبق بحذافره على أرض الواقع، نظرا إلى لجوء الأساتذة والمربين إلى منهجية ''حشو الدروس''، بحيث أصبح التلاميذ يتلقون ثلاثة دروس في حصة واحدة، والتي تُمنح لهم في شكل دروس جاهزة أو ما يطلق عليها إسم ''البوليكوب''، بلا شرح ولا تمارين. وعلى صعيد آخر، دعا المسؤول الأول عن الفيدرالية، النقابات المضربة إلى التعقّل والتريّث إلى غاية دخول الزيادات في أجورهم التي أعلنت عنها الحكومة، وفي حال ما إذا اكتشفوا بأنها غير معتبرة وضئيلة، فمن حقهم اتخاذ القرارات التي يرونها مناسبة لكن من دون التأثير على مستقبل التلاميذ، مؤكدا في ذات السياق على أنه حان الوقت لتوقيف الإضراب بطريقة حضارية تطبيقا لقوانين الجمهورية. في الوقت الذي أشار إلى أن هيئته قد وجدت نفسها محتارة بسبب الضغوطات الممارسة عليها من قبل أولياء التلاميذ، خاصة وأن الجداول التي نشرتها وزارة التربية تشير إلى أن موظفي القطاع قد استفادوا من زيادات معتبرة، غير أن الجداول التي نشرتها أحد نقابات التربية، تؤكد على أن الزيادات في الأجور تعد ضئيلة. ووجّه دلالو، نداء إلى الأولياء لكي ينصحوا أبناءهم بعدم الخروج إلى الشارع وبقائهم في الحرم المدرسي، إلى غاية معالجة كافة المشاكل المطروحة بدءا بإنقاذ الموسم الدراسي من سنة بيضاء.