كما أشارت إليه ''النهار'' أمس الأول، تم عقد جلسة الكنيست الإسرائيلي صباح أمس، بمقر المحاضرات بالجليل، لدراسة سبل ترحيل ما يسمى باليهود الجزائريين باقتراح من حزب كاديما وعالجته لجنة الهجرة والإستيعاب والشتات ولجنة الداخلية والبيئة بالكنيست الإسرائيلي.وقائع الجلسة تم نقلها مباشرة على أثير صوت إسرائيل وحضرها عدد من الأعضاء المنتمين إلى هذه الكتلة، تدخلوا لصالح عودة اليهود الجزائريين إلى إسرائيل. وحسب مصادر من ذات الهيئة، يكون عناصر الموساد ومستشار رئيس الحكومة ناتناياهو قد حضروا الجلسة.أعضاء الكنيست تناولوا بإسهاب تاريخ اليهود في الجزائر ودورهم في مقاومة النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية ودعمهم للتواجد الفرنسي بالجزائر، ولذلك اقترحوا فرنسا دولة وسيطة من واجبها تسهيل عملية الترحيل، لا سيما وأن يهود الجزائر أغلبهم عادوا إلى فرنسا بعد الإستقلال مباشرة، تاركين -حسبهم- ممتلكات قدرت ب2 مليار دولار. وتحدث النائب شاؤول موفاز عن تقرير مفصل سيرفع أمام الحكومة الإسرائيلية بخصوص توسط فرنسا للضغط على الجزائر، وتكون وسيطا لرفع الحظر عن رعاياها لعودتهم إلى إسرائيل.وفي سياق آخر غير مسبوق، تحدث النائب جدعون عزرا عن إنشاء قنوات اتصال مع يهود الجزائر عبر استحداث لجنة ترحيل الجزائريين اليهود تنشط بأوروبا واستحداث موقع اتصال يتسنى لكل جزائري يهودي الأصل التواصل مع هذه اللجنة التي تتولى مهمة الإحصاء ودراسة الوضعيات الاجتماعية وطرق العودة. كما ستبرمج عملية اعتناق اليهودية أمام حاخامات اليهود للذين كانوا يمارسون شعائر وديانات بديلة كإثبات للهوية وانتماء لإسرائيل.وقد أيد عدد من عرب إسرائيل الأعضاء في الكنيست الإسرائيلي مبدأ إعادة الجزائريين اليهود إلى أرض إسرائيل واقترحوا مناطق جغرافية شرق الدولة للابتعاد عن مناطق التواجد السوري والفلسطيني واللبناني تفاديا للتصادم والإحتكاك أو الردة، ذلك أن الجهات الرسمية في الحكومة الإسرائيلية بدت من أول وهلة أنها غير متحمسة للمبادرة، خوفا من اختراق أجهزتها الرسمية أو أي استعمال خارجي بهذه العناصر القادمة، خاصة من الجزائر بتهديد أمنها بحكم تواجدها وتجذرها في الجزائر باعتبار أن 10 آلاف يهودي جزائري -حسب ما تدعيه الكنيست الإسرائيلي- لا يمكن الثقة في يهوديتهم والتخوف من استخدام أجهزة المخابرات العربية ومنها الجزائرية في أعمال جوسسة.السؤال المطروح بعد جلسة الكنيست الإسرائيلي باقتراح فرنسا وسيطا لعملية ترحيل يهود الجزائر لا تخلو من تحركات مشبوهة تستهدف أمن الجزائر وسيادتها، خصوصا بالتزامن مع الحملة الشرسة لليمين المتطرف بفرنسا ضد الجزائر ورموزها، إذا ما علمنا أن 3 ملايين مهاجر جزائري يقيمون بفرنسا.