يشرع مجلس النواب الإسرائيلي ''الكنيست''، في خرجة غير مسبوقة، صباح غد، في جلسة مفتوحة يدرس فيها قضية الفلاشا الجزائريين من الأصول اليهودية، معظمهم يعيشون في دول أوروبية، وبعضهم ما يزالون يقيمون بالجزائر.وقال عضو الكنيست ''شلومو نجوسا مولو''، المنتمي لحزب كاديما الإسرائيلي، صاحب الاقتراح بترحيل اليهود الجزائريين، في تصريح لراديو صوت إسرائيل أول أمس، أن تجربة نقل الفلاشا الأثيوبيين ستعمم خلال السنوات القادمة على عدة بلدان إفريقية بحكم التواجد الكبير لليهود المتجنسين محليا، معتبرا تهجيرهم إلى إسرائيل واجبا مقدسا، قبل أن يضيف بالقول أنه ''على إسرائيل أن توسع من مشاريع الاستيطان وبناء المستوطنات لاحتواء العدد الكبير للفلاشا بهدف تقوية المجتمع اليهودي الإسرائيلي واستعادة ممتلكاتهم المغتصبة من الأنظمة''.وركز عضو الكنيست في حديثه عن الجزائريين ذوي الأصول اليهودية،حيث قال إن عددهم يفوق ال10 آلاف شخص، وأن عددا منهم لايزال يمارس طقوسه اليهودية في الخفاء خوفا من رد فعل الجزائريين، لاسيما وأن النظام الجزائري يحرم -حسبه- اليهود من رعاياه ممارسة شعائرهم الدينية ويضيق الخناق على مواطنتهم واعتبرهم أقلية مضطهدة.وكان الخطير في تصريح عضو الكنيست، ما قاله من أن يهود الجزائر يمثلون قوة سياسية في البلاد، وأن عددا منهم يشغل مناصب عليا في الدولة لم تتمكن من بلوغ مستوى إقناع الشارع والأجهزة الحاكمة في الجزائر بالتطبيع مع إسرائيل وإقامة علاقات ولو جزئية بين البلدين، عكس بعض الدول التي تساهم حاليا في دفع مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين، مشيرا إلى أن مصر على رأس القائمة.وقدر عضو الكنيست قيمة ممتلكات اليهود في الجزائر بأكثر من ملياري دولار منها العقارية على وجه الخصوص، مضيفا أنه بالإمكان استعمال ورقة يهود الفلاشا من الجزائريين للضغط على الحكومة الجزائرية لتليين مواقفها ضد إسرائيل ورفع الدعم عن قوى المقاومة الفلسطينية.كما رد نفس المسؤول الصهيوني على سؤال يتعلق بالطرق والوسائل الكفيلة بإعادة اليهود الجزائريين إلى ما يوصف بوطنهم الأصلي إسرائيل، بالقول إن جلسة الغد ''ستطرح فيها عدة مقترحات سترفع إلى اجتماع الحكومة وعلى ناتنياهو أخذها محمل الجد لاستعادة حق الوطن الأم في تحقيق حلم إسرائيل الكبرى''.كما كشف نفس المتحدث عن أن اليهود الجزائريين يتواصلون بشكل مباشر وغير مباشر بدوائر الحكومة الإسرائيلية وذكر أن مهاجرين جزائريين مقيمين في فرنسا وإسبانيا وألمانيا لهم علاقات مستمرة مع السفارات الإسرائيلية ويربطون الاتصال مع مواطنيهم في مختلف المدن الجزائرية، وهم من مستويات علمية ووظائف عالية ويساهمون بأموالهم وأوقاتهم في إحياء المناسبات ودعم لجمعيات اليهودية العاملة في المجالين الاجتماعي الثقافي وينشرون مقالات ودراسات بأسماء مستعارة تجنبا لمضايقات النظام الجزائري.وتدعو تصريحات المسؤول الإسرائيلي إلى صوت إسرائيل إلى فتح تحقيقات معمقة حول هذا الملف، فيما يتعلق بتحركات الجالية الجزائرية في الخارج تفاديا لسقوطها في أعمال الخيانة الكبرى والجوسسة وحتى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية التي غالبا ما تحركها أياد إسرائيلية وأخرى عميلة بغية تهديد الأمن القومي للبلدان العربية، لا سيما الراديكالية منها بالنسبة لتعاملها مع المواقف الإسرائيلية.