مع اقتراب موعد نهائيات كأس العالم التي لا يفصل عن انطلاقتها سوى 80 يوما، تزداد مخاوف المتتبعين الرياضيين ومناصري المنتخب الوطني من الوجه الذي سيظهر به أشبال سعدان في ظل نقص المنافسة الذي تعاني منه معظم العناصر الوطنية، فحتى وإن تعددت الأسباب ما بين الحالة الصحية وعدم التوظيف للخيارات الفنية. يتواجد جل محترفينا في أوروبا إما داخل العيادات لتلقي العلاج أو في المدرجات إلى جانب الأنصار، والأحسن حظا منهم يسخن مقاعد البدلاء، فباستثناء غزال لاعب سيينا الإيطالي وبلحاج مدافع بورتسموث الانجليزي وهداف أيك أثينا اليوناني المهاجم جبور، فضلا عن رفيق حليش مدافع ماديرا البرتغالي، يجد محترفونا الآخرون هذه الأيام صعوبات كبيرة صحيا للعودة وكذلك في الدخول لمن هم جاهزون ضمن خيارات المدربين. فالدوري الألماني الذي يضم 4 عناصر من المنتخب الوطني تعد ركائز مهمة في كتيبة الشيخ سعدان، أصبحت جولات منافسته تكاد تخلو من أسمائهم، فزياني لاعب فولفسبورغ فقد مكانته الأساسية منذ شهر نوفمبر والمهاجم مطمور الذي كان يعتمد عليه مدرب بوروسيا مانشن غلادباخ بانتظام غائب منذ 3 جولات وعنتر يحيى قلب دفاع بوخوم ذهب ضحية أخطائه في مباراة بوروسيا، ومنذ تسجيله هدف التأهل بأم درمان السودانية لم يشارك إلا في لقاء الجولة الماضية أمام دورتموند وكذلك الشأن بالنسبة للشاذلي الذي ومنذ إعادة استدعائه لمقابلة صربيا لم يعد يوظف إلا في الأشواط الثانية، مثله مثل متوسط ميدان سانتندار الاسباني الوافد الجديد مهدي لحسن الذي طالته هو الآخر لعنة الإصابات، وكأن المنتخب لم يكن فأل خير له، أما في الدوريات البريطانية فان الحال هو نفسه، فمدافع غلاسكو بوڤرة رحل إلى قطر لتلقي العلاج ويبدة يصارع الزمن من أجل تفادي العملية الجراحية، أما بوعزة الذي تتضارب الأخبار بشأن إبعاده من قائمة المسافرين إلى جنوب إفريقيا، فهو مصاب هو الآخر ورحل إلى ألمانيا للعلاج، يضاف إليهم المتألق مغني الذي يؤانس بزاز في عيادة سان رافائيل بفرنسا ويخشى أسوأ سيناريو قد يصادفه بالغياب عن ''محاربي الصحراء'' خلال منافسة كأس العالم جوان المقبل، وفي فرنسا فقد قائد المنتخب الوطني منصوري ثقة مدربه ولم يعد يلعب في لوريون منذ عدة جولات، معقدا بالتالي أمور المدرب سعدان خاصة أنه ليس مجرد لاعب وإنما ''كابتن'' التشكيلة الوطنية. وأمام هذا المشكل العويص يجد المدرب الوطني نفسه في مأزق كبير وصراع حقيقي ضد الساعة لإيجاد الحلول، في ظل افتقار البطولة المحلية لأسماء بإمكانها حجز مكانة ضمن قائمة ''الخضر'' وإقناع الطاقم الفني الذي باستبعاده لمجوعة الستة الشهر الماضي يكون قد أطلق رصاصة الرحمة على بطولتنا، كما لن يكون بإمكانه استدعاء عناصر جديدة تضاف إلى القائمة المستهدفة التي تضم لاعبين مثل الحارس فابر وقديورة وشاقوري وشرفة لضيق الوقت الذي لن يسمح بمعاينتهم مع بداية العد التنازلي للموعد العالمي من جهة، واقتراب البطولات الأوروبية من إسدال ستارها المقررة في 15 ماي القادم من جهة أخرى. بالمقابل، قد يجد المنتخب الوطني نفسه بعناصر تعاني نقصا كبيرا من الجانب البدني لن تقدر ربما على مسايرة النسق والريتم العالي لهذا المحفل العالمي الكبير الذي يتطلب جاهزية كبيرة وفي مواجهة المنتخبات القوية التي وضعتنا القرعة إلى جانبها كالمنتخب الانجليزي والأمريكي وبدرجة أقل السلوفيني ولاعبين جاهزين فنيا وبدنيا كلاعبي المنتخب الانجليزي المرشحين للعب أكثر من 45 لقاء على غرار مهاجم مانشيستر روني الذي وقبل شهر ونصف من نهاية البطولة الانجليزية خاض أكثر من 37 مواجهة سجل خلالها 30 هدفا. صار بين أمرين أحلاهما مر هل يفي سعدان بوعوده ويحيل ناقصي المنافسة على الإحتياط ؟ وضعية صعبة يعيشها كثير من لاعبي المنتخب الوطني المحترفين في أوروبا في نواديهم، حيث فقد البعض ثقة مدربه، ويجاهد البعض الآخر الذي يشكو الإصابات للحاق بموعد كأس العالم مثل مغني وبوڤرة، وقبل 7 أسابيع فقط عن موعد إسدال الستار عن البطولات الأوروبية تبدو الوضعية صعبة بالنسبة لسعدان الذي يبحث عن اللاعبين الأكثر جاهزية من جهة، في وقت قال من جه أخرى أنه لن يستدعى سوى 4 لاعبين جدد، وبإلقاء نظرة على تعداد المنتخب الحالي فإن الكثير من اللاعبين وركائز المنتخب تفتقد الى المنافسة الكافية ولا يمكن مقارنة معدلات مشاركتها بمعدلات لاعبين آخرين يشكلون بقية المنتخبات التي تشارك في كأس العالم لاسيما منافسنا منتخب انجلترا، كما أن تصريحات سعدان بقوله أنه سيستغي عن اللاعبين ناقصي المنافسة قد تكون موجهة للإستهلاك لا أكثر، لأنه سيكون من سابع المستحيلات الإستغناء عن عناصر مثل زياني ويحيى، ولو كانت لا تلعب تماما في فرقها، وهو ما يجعل مصيرها الإحتياط كآخر ما يمكن تصوره إن لم تكن أساسية، وتبدو المعطيات الحالية غاية في التعقيد بالنسبة للناخب الوطني الموضوع بين أمرين أحلاهما مر، التراجع عن قرار إبعاد اللاعبين ناقصي المنافسة والمحافظة عليهم أو التضحية بهم، واللجوء الى خيارات جديدة، ولو أن أغلب الظن أن التشكيلة التي ستسافر الى جنوب إفريقيا لن تعرف الكثير من التغييرات، خاصة أن هناك ظروفا أكبر من أي مدرب تجبر على التعامل مع مختلف الظروف. وقد تعالت النداءات في المدة الأخيرة تطالب بجلب محضر بدني للتشكيلة الوطنية تكون مهمته الإعداد البدني ومتابعة وضعية لاعبين مثل زياني حتى يكونوا في لياقة حسنة حتى لا نقول أكثر خلال موعد كأس العالم، وهو ما سبق أن طالب به القائد منصوري في تصريحات لموقع ''آفريك''.