أيدت محكمة الجنايات لبومرداس طلب النيابة المتمثل في تسليط عقوبة السجن المؤبد، في حق المسماة "ب.فاطمة" تبلغ من العمر 39 سنة، وذلك لإقدامها على قتل زوجها وأب ابنيها "ب.أمحمد" البالغ من العمر 59 سنة، والذي تزوجت منه سنة 2000 وعلى ذمة زوجته الأولى وثمانية أبناء، بعدما تركهم في ساحل بوبراك وأقام مع زوجته الثانية في برج منايل، وقائع القضية تعود إلى 5 أكتوبر 2008 على الساعة الثانية والنصف صباحا، عندما تقدمت مجموعة مواطنين من حي 75 مسكنا (التحرير)، في برج بوعريريج، إلى أمن الدائرة للإبلاغ عن وقاع جريمة قتل راح ضحيتها « ب.أ »، ولدى انتقالهم إلى مسرح الجريمة وجدوا أن للشقة بابين حديدي وخشبي، لا يظهر عليهما آثر الكسر أو عنف، كما تم معاينة بقع دم أمام مدخل الشقة وسلّم العمارة إلى غاية الطابق الأول، نتيجة إصابة الزوج على مستوى الظهر والمرفق الأيسر، أما جثة الضحية فكانت ملقاة على الأرض بين سرير النوم والحائط ممددة على ظهرها مصابة ب5 طعنات على مستوى الصدر بالقرب من القلب وطعنة على الكتف وحاجب العين اليسرى، وبالقرب منه سكين متوسط الحجم شفرته معوجة ومقوصة من جراء الطعنات على مستوى القفص الصدري، وبمعاينة المطبخ لوحظ أن الباب الخشبي المؤدي إلى الفناء الخلفي للبيت كان مفتوحا، كما أحدث فتحة بالقرب من قفل الباب مساحتها 10 سم، كما عاينوا السكين كان فوق طاولة المطبخ يرجح أن الفاعل استعمله لإحدث الفتحة في الباب المؤدي إلى الفناء الملحق بالشقة الموجودة في الطابق الأرضي، والذي أحيط بلفافة من خشب مدعم بسياج معدني، تم إحداث فتحة به أيضا قصد مرور أي شخص إلى الداخل، أين كانت سيارة الضحية في هذا الفناء، وهذا ما يدل على أن الفاعل خطط لكل هذا من قبل، المتهمة ولدى مثولها أمام هيئة المحكمة صرحت أنه بعد خلودها إلى النوم رفقة زوجها أحست بنوع من الحرارة فقامت بنزع الغطاء، وفي تلك اللحظة لفت انتباهها انعدام الإنارة في رواق الشقة على غير العادة، ثم سمعت صوت شئ يتحرك في داخل غرفة النوم، فإذا بها تشاهد شخصا واقفا أمام الخزانة المقابلة للسريرا فبدأت بالصراخ فتهجم عليها ليصيبها بحروح، وعندها استيقظ زوجها فتهجم عليه ذلك الشخص واستغلت الفرصة للخروج مسرعة تاركة زوجها يتشابك معه فتوجهت لطلب النجدة من الجيران، وبعد اجتيازها 5 درجات لحق بها الفاعل وقام بطعنها على مستوى الظهر فاستدارت وقامت بدفعه إلى الخلف برجلها، مصرحة بأنها لم تتعرف على ملامحه لانعدام الإنارة، كما استطردت قائلة بأنها كانت تعيش معه سعيدة ومرتاحة وصحيح أنها ليلة الوقائع غضبت من زوجها الذي قام ببيع حقل عنب بمئات الملايين وقام بشراء قطع من الذهب لزوجته الأولى، وطلبت هي بدورها أن يهديها شيئا فوقع بينهما خلاف بسيط، إخوة المتهمة بدورهم دافعوا عن شقيقتهم بالقول أن الضحية كان على خلاف مع أحد جيرانه الذي يتناول الخمر بجانب شقته، وسبق وأن قدم شكوى، إلا أن ممثل الحق العام جمع القرائن التي تدين المتهمة التي هربت وتركت زوجها وابنها الرضيع، كما أن للشقة باب حديدي لم يغلق بتاريخ الوقائع، إضافة إلى الفتحة التي أحدثت من الداخل، وعليه قضت المحكمة بالسجن المؤبد في حق هذه المتهمة.