عاد شبح المنشطات يحوم من جديد في الآونة الأخيرة على بطولة كرة القدم في مصر و يأخذ أبعادا, بعد إلحاح مسؤولي الفرق الرياضية المصرية على أهمية الكشف عليها, باعتماد التحاليل على جميع لاعبي البطولة في الوقت الذي قررت فيه اللجنة الأولمبية المصرية إرسال خطابات للاتحادات الرياضية لتوقيع الكشف الطبي على جميع اللاعبين بالأندية فقد طالب مسئولو نادي الزمالك اتحاد كرة القدم بإجراء كشف منشطات على اللاعبين, مؤكدين أن هناك من بينهم من لا يملك فكرا احترافيا, في الوقت الذي توجد فيه أندية أخري تجبر لاعبيها علي تناول المنشطات لضمان تحقيق الفوز على حساب مبدأ اللعب النظيف وكانت حالة لاعب المنتخب المصري حسام غالي المحترف في نادي النصر السعودي, والذي ثبت أن احد العينات التي أخذت منه ايجابية, فتحت ملف المنشطات من جديد بين الرياضيين في مصر. ويعتقد العديد من متتبعي الكرة, أن اكتشاف تعاطي حسام غالي للمنشطات قد تكون ممتدة إلى فترة تواجده مع المنتخب المصري, وهو ما نفاه طبيب المنتخب وقال مسئولو نادي الزمالك أن " فكرة إجراء كشف منشطات علي لاعبي البطولة المصرية جاءت بعدما توضح تماما وجود فساد في التحكيم, وهو ما يؤكد حسبهم وجود فساد آخر في أي عنصر من عناصر اللعبة, ومنها استخدام بعض اللاعبين المنشطات" وقد سلك مسئولو النادي الأهلي هذا المنحى, وطالبوا بدورهم بضرورة إجراء كشف منشطات علي كل اللاعبين و إن كان البعض يعتبر التراشق بين قطبي الكرة المصرية وتوجيه تلميحات متبادلة عن تناول نجوم الفريقين منشطات, إلا أن الحديث عن أزمة المنشطات كما يقول الصحفي شادي الجيلاني في ملحق "بطولات ونجوم" لجريدة الجمهورية "لا بد أن تأخذ موضع الجدية حتى لا نرى كما قال ضحايا جدد من نجومنا وقعوا في هذا الفخ " "فالرقابة مطلوبة", يضيف الكاتب و" ليس عيبا أن يخضع نجومنا لكشف المنشطات في الدوري, حتى تكون هناك شفافية كما يحدث في دوريات العالم". معربا عن اعتقاده أن " العام الجديد سيكشف حقائق جديدة في مسلسل هذه الأزمة بعد تطبيق هذا النظام في الدوري ويخضع الجميع للتفتيش". من جهته, أكد الكاتب الصفي محمد الدمرداش في نفس الجريدة على " عدم التقليل من شان قضية المنشطات والتعامل معها بجدية أكثر" . وتساءل " أليست على قدر كبير من الأهمية بالشكل الذي يدعو لدراستها وعقد المؤتمرات والجلسات الطويلة للبحث فيها والدفاع عن سمعة الرياضة المصرية بوجده عام وحماية أجيال متعددة من خطر قادم وبقوة يهدد الصغير والكبير معا"وإعتبر العديد من الخبراء أن التركيز على المنشطات في الآونة الأخيرة يستدعي وقفة ويدفع الجميع إلى التفكير في إقامة مخبر للكشف عنها في مصر خاصة و أن المسالة بدأت تأخذ أبعادا كبيرة. وتعتبر الصحافة المصرية المنشطات "الخطر القادم" الذي يهدد الرياضة في هذا البلد, وذكرت استنادا إلى تقارير أن نحو 40 في المائة من الرياضيين في مصر يتناولون المنشطات, ولكن عدم الكشف عليهم يخفي هذه النسبة "المزعجة" التي تظهر من حين الى أخر. وقالت أن "ما حدث للاعب المنتخب المصري حسام غالي ما هو إلا حالة من ألاف يختفون تحت ستار عدم إجراء تحاليل المنشطات ولا يقتصر تناول المنشطات على مجال كرة القدم فحسب, بل أن كرة السلة في مصر أصبحت حسب الصحف المحلية مرتعا لتعاطي المنشطات ونجاحه بالنسبة للاعبين كبار السن ولو تم إجراء تحاليل منشطات عشوائية, كما قالت, ستكشف العديد من اللاعبين. كما تساءلت الصحافة عن أسباب عدم قيام مسئوولي الاتحاد المصري لكرة القدم بإجراء تحليل المنشطات في البطولات المحلية, لاكتشاف تناول أي مواد منشطة وأرجعت تعاطي بعض اللاعبين المنشطات في الدوري و تأكدهم من أن الأمر لن ينكشف إلى فشل المجلس الحالي للاتحاد في تنفيذ الوعد الذي كان قد أطلقه سنة 2004 بإتباع سياسة الكشف عن المنشطات. وفي خضم هذه التصريحات, أعلن محمود احمد علي رئيس اللجنة الاولمبية أن مجلس الإدارة قرر إرسال خطابات للاتحادات الرياضية لإجراء كشوفات طبية على جميع اللاعبين بالأندية والمنتخبات و في جميع الرياضات, والحصول على عينات عشوائية تطبيقا لقرارات المنظمة العالمية لمكافحة المنشطات واللجنة الاولمبية الدولية. وأضاف رئيس اللجنة في تصريحات صحفية نقلتها وسائل الإعلام أمس الأحد, أن التحاليل ستتم في مخابر تركية وتكلف العيينة الواحدة 150 دولار وفي نفس السياق, أعلن في القاهرة عن قرب إنشاء مخبر مصري لتحليل المنشطات, يشرف عليه أطباء من المؤسسة العسكرية. وسيتكفل حسب مسؤولية بإجراء تحاليل العينات العشوائية, التي يتم أخذها من اللاعبين لإجراء الاختبارات اللازمة والتحليلات. وأكد رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية, أن المخبر الذي تكلف ما يقرب 40مليون جنيه (1دولار يساوي 5 جنيهات), لا يمكن العمل به إلا في العام المقبل, بعد أن يتم إثبات صلاحياته من قبل المنظمة الدولية والحصول على موافقتها بعد نجاحه في الحصول على عينات مطابقة لمواصفات العالمية والتي تبلغ 1700 عينة كاختبار قبل الاعتماد. وقد أوضحت التقارير أن انتشار ظاهرة تعاطي المنشطات بشكل ملفت بين أسرة كرة القدم في جميع البلدان التي تمارسها, هو ما جعل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات والاتحادية الدولية لكرة القدم, تتفقان على إخضاع جميع ممارسي كرة القدم في العالم لاختبارات عشوائية في المسابقات المحلية والقارية والعالمية وأوضحت الاتحادية الدولية لكرة القدم, أن هناك ما بين 25 و30 ألف اختبار للكشف عن المنشطات تجري على لاعبي كرة القدم سنويا, إلا أن رئيس الوكالة أشار صراحة إلى انتشار الظاهرة أكثر في قارة إفريقيا.