تشهد الأجواء في جنوب إفريقيا حالة عدم استقرار كبيرة قبل شهرين من انطلاق أول مونديال كروي يقام في إفريقيا وذلك بعد مقتل زعيم حزب متطرف يعارض وصول السود إلى السلطة ويدعو إلى الاستقلال الذاتي للسكان البيض في جنوب إفريقيا، وتوعد جماعته بالرد السريع على مقتله من طرف السود، مما ينذر باندلاع أعمال عنف عنصرية تضاف إلى العراقيل والمشاكل التي تواجهها جنوب إفريقيا من أجل أن يقام هذا المونديال في أفضل الظروف. وقد حذرت عدة شخصيات جنوب افريقية منها الرئيس ''جايكوب زوما'' من اندلاع أعمال العنف العرقية في جنوب إفريقيا ودعت إلى التزام الهدوء وعدم الانسياق وراء بعض المخططات التي تهدف إلى ضرب استقرار البلاد خاصة وأنها مقبلة على تنظيم كأس العالم وهي أهم حدث يقام في إفريقيا وجميع الأنظار ستكون متجهة إلى بلد منديلا الذي كان يضرب به المثل في المحبة والاندماج والتعايش بين الأعراق في كل أنحاء العالم. لكن ما يزيد من التوتر هو توعد حركة ''المقاومة الافريكانية'' بالرد القوي على مقتل زعيمها ''يوجين تير بلانش'' على يد عمال سود في مزرعته السبت الماضي، وإعلانها مسؤولية ''جوليوس ماليما'' وهو شخصية هامة في الحزب الحاكم عن هذا الحادث بعد دعوته لقتل جميع ملاك المزارع من الجنس الأبيض. تجدر الإشارة إلى أن ''يوجين تير بلاش'' (الذي يعني اسمه الأرض البيضاء باللغة العربية) سجن عدة مرات وهو من أكبر المعارضين لحكم السود في جنوب إفريقيا فقد سبق للمنظمة التي كان يرأسها أن نفذت عدة هجمات بالقنابل في الانتخابات التي أوصلت السود إلى الحكم في 1994 كما أن شعار حزبه يحمل رمزا يشبه رمز النازية الألمانية وتاريخه مليء بالحوادث العنصرية. تأتي هذه الحادثة قبيل انطلاق أول مونديال إفريقي اعتمدت عليه واستثمرت فيه دولة جنوب إفريقيا من أجل المساهمة في تخليصها من العنصرية التي عانت منها طويلا وكانت في الطريق إلى التخلص منها بجمع كل الأجناس البشرية على أرضها للمنافسة على أكبر حدث كروي في العالم.