تلقى رجال الدرك الوطني بالشراڤة، مكالمة هاتفية من قبل ضابط الخفارة للمجموعة الأولى للتدخل والإحتياط صبيحة يوم 24 ديسمبر2000 مفادها أن أحد المواطنين يقطن بالقرية الفلاحية، أعلمهم بأنه انتشل جثة شخص وجدها مرمية بجانب الطريق الترابي المؤدي إلى مزرعة جربوع بلقاسم، التابع لبلدية الشراڤة، وتم التعرف على هوية القتيل من طرف شقيقه مباشرة، والتي تعود إلى الضحية المسمى''ب.محمد'' المعروف باسم جوني، ليضيف أن الضحية كان يعمل سائق سيارة أجرة. كما صرح اثنين من زملائه أنه انتقل ليلة الوقائع إلى المركب السياحي مع حلول الساعة الثامنة مساء، ولم يعد من هناك إلا في حدود الساعة الثانية والنصف صباحا، حيث نقل فيها دركي عامل بمجموعة التدخل والإحتياط من المركب إلى مدينة الشراڤة مكان عمله بواسطة سيارته من نوع ''دايو سييلو''، وتابعا أقوالهما بأن ذات الدركي متعود على السهر بملهى النسيم بالمركب السياحي بزرالدة، رفقة صديقه المسمى ''أ. س. ه'' حامل للجنسية الفلسطينية، وهو السائق الشخصي للسفير الفلسطيني بالجزائر-حسب تصريحات أحد عمال الملهى- إذ تم فتح تحقيق مع هذا الأخير، وأخبر عناصر الضبطية القضائية أنه صديق للشخص المشتبه فيه المدعو ''م.سليمان'' العامل في سلك الدرك الوطني بالشراڤة برتبة عريف أول، مضيفا أنه سلّمه في أحد الأيام مسدسا من نوع هرسطال وممشطة رصاص تحتوي على رصاصة واحدة، كان قد منحه إياه السفير الفلسطيني، راغبا في أن ينظفه له ثم يرجعه له.ولدى انتقال عناصر الدرك الوطني للبحث عن هذا الدركي، لم يجدوه في مقر عمله، لينتقلوا بعدها إلى مدينة تڤرت بورڤلة مسقط رأسه، أين ألقوا عليه القبض وبحوزته مسدس سائق السفير وثلاث رصاصات، بالإضافة إلى سيارة الضحية، حيث اعترف منذ الوهلة الأولى بكل الوقائع المنسوبة إليه، مفيدا أنه قام القتيل بإيصاله على متن سيارته، وطلب منه الإنتظار أمام مقر الدرك للشراڤة مكان عمله، من أجل إحضار أجرة النقل المقدرة ب 400 دينار، وعند دخوله غرفته أحضر المسدس وزوده بطلقة واحدة وطلب من الضحية نقله إلى حوش سنيدر المعروف باسم مزرعة جربوع بلقاسم، وبعد وصولهما إلى عين المكان أطلق عليه رصاصة على مستوى الرأس أردته قتيلا، وقام بإخراج الجثة التي ألقى بها على قارعة الطريق، ثم عاد إلى غرفته، أين حمل حقيبته وتوجه إلى مدينة تڤرت.وبعد إحالته على وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراڤة تمت متابعته بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، مع حمل سلاح ناري بدون رخصة أما السائق الشخصي للسفير الفلسطيني، فوجهت إليه تهمة المشاركة في القتل العمدي وحمل سلاح ناري بدون رخصة، وقد تم تأجيل قضيتهما نهار أمس أمام محكمة الجنايات بالبليدة، إلى غاية الدورة المقبلة بسبب غياب دفاعهما.