صرحت النقابة الوطنية لعمال التربية، بأن عملية ترحيل آلاف العائلات إلى سكنات جديدة على المستوى الوطني وبالأخص في العاصمة وفي هذا الظرف بالذات، ستؤثر سلبا على نفسية التلاميذ لاسيما المقبلين على الإمتحانات الرسمية، مضيفة في ذات السياق بأن المؤسسات التربوية الواقعة في محيط سكناتهم الجديدة ترفض استقبال ملفاتهم، في حين ترفض مؤسساتهم القديمة تحويل ملفاتهم بسبب مشكل ضيق الوقت. وكذا كون المؤسسات التربوية قد انتهت من عملية إعداد قوائم المترشحين للإمتحانات الرسمية الثلاثة، ومن ثمة يصعب تحويلها إلى المؤسسات الجديدة. وأوضحت النقابة الوطنية لعمال التربية على لسان أمينها الوطني عبد الكريم بوجناح، في اتصال هاتفي مع ''النهار''، أنه كان من المفروض على السلطات المحلية قبل شروعها في ترحيل العائلات إلى سكنات جديدة، التنسيق أولا مع وزارة التربية الوطنية أو بالأحرى مع مديريات التربية للولايات، وذلك قبل القيام بأية خطوة خاصة في الظرف الحالي، على اعتبار أنه لم يعد يفصلنا عن انطلاق اختبارات الفصل الثالث ونهاية السنة أقل من شهر، مؤكدا بأن عملية الترحيل ستؤثر سلبا على نفسية التلاميذ لاسيما المقبلين على الإمتحانات الرسمية من امتحان شهادة نهاية المرحلة الإبتدائية، شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا، لأن الوقت غير كاف على الإطلاق للقيام بتحويل ملفات هؤلاء التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية الجديدة الواقعة في محيط سكناتهم الجديدة لمواصلة الدراسة، في الوقت الذي ترفض تلك المؤسسات الجديدة استقبال تلك الملفات لنفس الأسباب على اعتبار أن نهاية السنة على الأبواب. وأكد المسؤول الأول عن النقابة بأن معظم إن لم نقل كل المؤسسات التربوية قد أنهت إعداد قوائم المترشحين للإمتحانات الرسمية الثلاثة، إلى جانب إنهاء تحديد المراكز التي سيمتحنون فيها، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه من غير الممكن القيام بعملية تحويل قوائم هؤلاء المترشحين إلى المؤسسات التعليمية الجديدة. وللإستفسار أكثر عن الموضوع، تنقلت ''النهار'' أمس، إلى بلدية تسالة المرجة وبالضبط إلى موقع السكنات الجديدة وهناك التقت بالعديد من العائلات التي تم ترحيلها منذ أقل من 15 يوما فقط، بحيث أكدت بعض العائلات في تصريحها ل''النهار'' أن مشكل ضيق الوقت هم مامنعهم من تحويل ملفات أبنائهم من المؤسسات القديمة الواقعة في سكناتهم القديمة إلى مؤسسات تعليمية تقع في محيط سكناتهم الجديدة. وأضاف السيد بودراع حكيم في تصريحه بأنه قد تم ترحيل عائلته من مجموعة الزعاطشة إلى بلدية بئر خادم منذ فترة قصيرة فقط، مؤكدا أن أخته التي تدرس في السنة الثالثة الثانوي لا تزال تتابع دروسها في المؤسسة القديمة الواقعة في الزعاطشة ورفضت بذلك تغيير المؤسسة بسبب مشكل ضيق الوقت، خاصة وأنها مقبلة على امتحان مصيري وهو امتحان شهادة البكالوريا في 6 جوان المقبل، في الوقت الذي أشار إلى أن بعد المؤسسات الجديدة عن مقر السكنات الجديدة، قد جعل عشرات الآلاف من التلاميذ المتمدرسين في مختلف الأطوار، مجبرين على التنقل عشرات الكيلومترات، من أجل الإلتحاق بمقاعد الدراسة في الوقت المحدد والخروج في ساعات مبكرة من المنزل، في حين اضطر تلاميذ آخرون إلى الإقامة عند أصدقائهم أو أقاربهم للإلتحاق بمقاعد الدراسة إلى غاية نهاية السنة الدراسية. والإنتظار بذلك حلول الموسم الدراسي الجديد لتحويل ملفاتهم إلى المؤسسات القريبة من مقر سكناهم. ومن جهته أوضح السيد بلعقبان عمار، أن عملية الترحيل التي مست على سبيل المثال مناطق عديدة في العاصمة واستفاد المعنيون خلالها من سكنات جديدة في مواقع بعيدة عن سكناتهم القديمة، جعلت عشرات الآلاف من التلاميذ يرفضون تحويل ملفاتهم إلى المؤسسات القريبة من مقر سكناتهم الجديدة خوفا من تضييع مستقبلهم الدراسي، خاصة وأنه لم يعد يفصلنا عن نهاية الموسم الدراسي سوى 27 يوما. وتنقلت ''النهار'' إلى ثانوية تسالة المرجة وهناك التقت بأحد العاملين في إدارة المؤسسة الذي أكد في تصريحه بأنه إلى حد الساعة لم تستقبل الثانوية أي ملف لتلاميذ جدد مقبلين على الإمتحانات الرسمية الثلاثة، تم ترحيلهم في المدة الأخيرة إلى بلدية تسالة المرجة، سوى 20 تلميذا في السنة الأولى الثانوي و10 تلاميذ في السنة ثانية ثانوي.