مثلما كان متوقعا، قاطع أساتذة أطوار التعليم المتوسط على وجه الخصوص والتعليم الابتدائي امتحانات الفصل الثاني في يومها الأول مواصلة للإضراب لمدة أسبوع متجدد آليا، الذي دعت إليه كل من نقابتي الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين والمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، احتجاجا على ما يصفونها بالزيادات الزهيدة في الراتب الشهري المعلن عنها والمتراوحة بين 570 دينارا و6328 دينارا بالنسبة للدرجة السادسة ناهيك عن الزيادات الضئيلة بالنسبة للدرجات الدنيا. ففي جولة استطلاعية قادت ''البلاد'' إلى العديد من المؤسسات التربوية خاصة المتوسطات على مستوى العاصمة وولاية تيبازة، حيث أكد الأساتذة الذين تحدثنا إليهم تمسكهم بنداء النقابات إلى غاية تحقيق مطالبهم المرفوعة إلى الوزارة الوصية. ولاحظنا منذ الساعة الثامنة صباحا توافد تلاميذ المدارس الذين قضوا نهاية الأسبوع في التحضير للامتحانات رغم أنهم كانوا على علم بأن الامتحانات سوف لن تُجرى بسبب مواصلة الإضراب، آملين أن تكون الأمور قد تغيّرت وتجري الاختبارات بشكل عادي، ومباشرة بعد التحاقهم بساحات المؤسسات التربوية تم إخطارهم بإلغائها إلى آجال أخرى غير محددة، ما جعل التلاميذ في حيرة من أمرهم، حيث بقوا يتنقلون منذ الصبيحة إلى المؤسسات التربوية من حين لآخر لعلهم يجدون الجديد وأيضا للتأكد من أن جميع الأساتذة لن يُجروا الامتحانات، وقد عبّر التلاميذ عن تخوفهم من هذه الوضعية ورفضوا العودة إلى بيوتهم مفضلين الانتظار أمام أبواب المؤسسات التربوية، في حين راح بعض التلاميذ يتنقلون بين البيت والمؤسسة التربوية ومن حين لآخر محاولين استغلال الوقت للتحضير أكثر لإجراء الامتحان .وفي نفس السياق، أبدى أولياء التلاميذ قلقهم واستياءهم من هذه الوضعية، مستنكرين صمت الوزارة الوصية مطالبين رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل لإنقاذ مصير أبنائهم بالاستجابة لانشغالات موظفي قطاع التربية التي يعترفون أنها مشروعة، غير أنها لا يجب أن تضرّ بالتلاميذ خاصة خلال هذا الفصل الثاني، متخوفين أيضا من شبح السنة البيضاء. في هذا السياق، صرّح صادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ل ''البلاد''، أن ''النقابة ستحاول إبعاد شبح السنة البيضاء''، مؤكدا أن ''علاقة العمل بين الأساتذة والإدارة منقطعة خلال فترة الإضراب الذي تزامنت معه امتحانات الفصل الثاني، وستعود هذه العلاقة عند رفع الإضراب المشروط بتحقيق المطالب الاجتماعية المرفوعة''. وفي نفس الإطار، أشار صادق دزيري إلى أن نسبة إضراب الأساتذة خلال اليوم الثالث من الإضراب لمدة أسبوع الذي انطلق الأربعاء الماضي، تتراوح بين 80 إلى 98 بالمائة حيث تتفاوت بين ولاية وأخرى حسب نسبة التمثيل النقابي للاتحاد على مستوى المؤسسات التربوية. وجدد المتحدث باسم موظفي قطاع التربية الوطنية وخاصة الأساتذة مناشدة رئيس الجمهورية التدخل لوضع حدّ لهذا الملف. كما تجدر الإشارة إلى أن نقابتي ''الأنباف والكناباست'' اللتين تملكان أكبر نسبة تمثيل، تُشددان على تمسكهما بمطلب استدراك حق المنح الجديدة المرفوعة للجنة الحكومية المختصة التي أسقطت من المرسوم التنفيذي رقم 10/78 المؤرخ في 24 فيفري 2010 المؤسس للنظام التعويضي للموظفين المنتسبين لأسلاك التربية، مع استدراك موظفي المصالح الاقتصادية والمخبريين بمنحة خاصة تعوضهم الإجحاف الذي مسهم، وكذا الإفراج عن القرار الوزاري الجديد المتعلق بتسيير أموال الخدمات الاجتماعية لإبعادها عن كل هيمنة نقابية، إلى جانب التجسيد الفعلي لملف طب العمل وفق قوانين الجمهورية والتعجيل في إصدار ملف النظام التعويضي للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين.