كشف الدكتور بقاط بركاني، رئيس مجلس أخلاقيات الطب، أنّه على الرغم من أن الجزائر تستورد سنويا بمبالغ ضخمة وسائل النظافة والتطهير الموجهة للمستشفيات، إلا أن هذا العامل يبقى غير كاف، للوقاية من الأمراض المنتقلة في الأوساط الإستشفائية، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن الأمراض المتنقلة في الأوساط الإستشفائية، تمثل أكبر مشكل صحي عمومي ومصدر انشغال حقيقي لمصالح الإنعاش بالدرجة الأولى والعناية المركزة، والتي تتسبب في زيادة نسبة انتشار أمراض الرئة، الناجمة عن التعرض للتهوية الآلية التي تعد أكثر الأمراض انتشارا، كما أنّها تعتبر العامل الأول الذي يؤدي إلى زيادة مدة البقاء بالإنعاش، وارتفاع معدل الوفيات، فضلا عن كونها أول سبب لوصف المضادات الحيوية لمرضى الإنعاش. وقال بقاط أنّه في ظل غياب إحصائيات رسمية لعدد الإصابات بالأمراض الإستشفائية، يبقى المسؤولون على القطاع، مطالبين بمزيد من الصرامة فيما يخص الإجراءات الوقاية، التي يجب فرضها للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، التي تحصد المئات من أرواح الجزائريين، فكم من مريض دخل المستشفى للعلاج من مرض بسيط، خرج منه يحمل إصابات خطيرة. 80 من الأمراض الإستشفائية سببها العامل البشري وفي ذات السياق؛ كشفت عمليات التّفتيش التي قامت بها وزارة الصّحة، أن 80 بالمائة من الأمراض الإستشفائية سببها العامل البشري ممثلة في الطاقم الطبي، الزوار، بالإضافة إلى عمال النّظافة، وأظهرت عمليات التفتيش؛ أن نسبة كبيرة من الأمراض والجراثيم التي يتعرض لها المرضى، تنتقل عن طريق اليدين، وأن معظم هذه الجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية، ما يفاقم الحالة الصحية للمريض، لعدم احترام قواعد النظافة؛ بغسل اليدين قبل وبعد أي عمل أو اتصال بالمرضى، أو حتى زيارتهم بالنسبة للأهل، وكذا تقليم الأظافر وارتداء لباس ملائم، ومن بين النقاط السوداء التي لوحظت في الأوساط الإستشفائية، عدم احترام قواعد النظافة من طرف عاملات النظافة داخل قاعات العلاج، اللواتي كثيرا ما يستعملن نفس المياه التي تنظف بها أماكن أخرى، مما يتسبب في انتقال العدوى والجراثيم، بالإضافة إلى ذلك لاحظ المفتشون، أن المستخدمين لا يحترمون قواعد النظافة عند انتقالهم من مصلحة لأخرى، خاصة تلك المعرضة أكثر للإصابة بالجراثيم والأمراض المتنقلة كمصالح الإنعاش، رغم توفر موزعات الصابون السائل بعدة أماكن من المستشفى، وكذلك لا تحترم قواعد رمي النفايات الإستشفائية حسب مادتها، حيث وضعت أكياس ملونة خاصة بكل نوع من أنواع هذه النفايات، للحماية من الإصابة بالجراثيم والأمراض المنتشرة بالوسط الإستشفائي لحماية المرضى ومستخدمي القطاع، ورغم ذلك؛ فإن هذه القواعد غير محترمة، كما يطرح أيضا مشكل نقص القفازات ومواد التنظيف الطبية، ومشكل تنظيف الأغطية والأفرشة، كما أن غرف تخزين النفايات الإستشفائية تفتقر إلى أدنى الشروط؛ من غياب للتهوية، النظافة، بالإضافة عدم تبليط الجدران، ما يجعلها من أكبر أوكار الميكروبات والجراثيم الخطيرة، كما أنها مفتوحة في أغلب الأحيان، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه مغلقة بإحكام لاحتوائها على مواد سامة.