كشف الناخب الوطني رابح سعدان أنه بصدد القيام بتقييم أولي حول مستوى لاعبيه بعد انتهائهم من تربص كرانس مونتانا بسويسرا والاختبار الودي أمام ايرلندا الذي لعب سهرة أمس بدبلن، وقال سعدان في حواره ليومية ''فرانس سوار'' أن التحضيرات التي أجرتها تشكيلته في الفترة السابقة مكنته من أخذ صورة واضحة عن النقائص التي يعاني منها المنتخب والتي يحاول إصلاحها من خلال المعسكر التدريبي الثاني المقرر بمدينة نيورنبرغ بألمانيا في الواحد والثلاثين من هذا الشهر، والذي يدوم إلى غاية الخامس من شهر جوان القادم وهو موعد تنقل التشكيلة إلى جنوب إفريقيا، وأضاف سعدان أن تركيزه منصب خصوصا على المبارة الأولى التي يخوضها منتخبه أمام سلوفينيا والتي يعتبرها بمثابة مفتاح التأهل الى الدور الثاني بالرغم من إقراره بصعوبة المهمة سيما بعد المستجدات الأخيرة التي حدثت على مستوى التعداد بعد تعرض كوادر الفريق إلى إصابات، علاوة على فقدان المنتخب الى صانع ألعاب حقيقي بعد استبعاد مغني مراد من القائمة 23 المعنية بخوض رهان مونديال جنوب إفريقيا، ويعول سعدان كثيرا على تربص ألمانيا لوضع الرتوشات الأخيرة لأشباله الذين يتوقع لهم رد فعل ايجابي بعد خوض الاختبار الودي الثاني أمام الإمارات العربية المتحدة في الخامس من شهر جوان القادم. ''الدولة وفّرت كل شيئ في سبيل المنتخب وليس هنا لأثني على دور فرنسا'' وعرج الناخب الوطني بخصوص قضية اللاعبين الذين يضمهم المنتخب الجزائري والذين تأطر أغلبهم بفرنسا ليرد سعدان قائلا ''الحقيقة أن كرة القدم الجزائرية هي مرحلة انتقالية في البلاد وهذا بالتوازي مع نتائج المنتخب الوطني الجزائري إضافة الى الدعم الكبير الذي نحظى به مؤخرا من طرف الحكومة الجزائرية، ولست هنا لأثني على فرنسا طالما أن الجزائر وفرت كل الإمكانيات لتكوين فريق مستقبلي وأظن أن النتائج جسدت على أرض الواقع'' وأضاف سعدان أن أبواب المنتخب الجزائري مفتوحة لكل اللاعبين الذين لم يبدوا رغبة في تمثيل المنتخب الفرنسي ''الحقيقة أنتجنا طاقات بشرية في الفترة السابقة باعتبار أن الجزائر مازالت تملك عدة مواهب زاخرة'' على حد قول المسؤول الأول عن العارضة الفنية ل''الخضر''. مشيرا في ذات السياق أن هذه التركيبة ستعمل على المدى البعيد وقد تمتد إلى مابين 5 إلى 10 سنوات شرط أن تحافظ على نفس الطاقم الذي أشرف على تدريبها والعمل معها. ''تكونت ولعبت في الجزائر... فكيف لا أقبل أن أكون رجل مطافئ؟'' وبخصوص سؤال حول تسميته برجل المطافئ بعد كل فترة صعبة يعيشها ''الخضر''، فقد أكد الناخب الوطني أنه يشعر بفخر كبير عندما يشرف على منتخب بلاده وهذا باعتباره تكوّن في الجزائر ولعب بألوانه علاوة على أنه عاش أوقات جميلة بخصوص كرة القدم الجزائرية، وأضاف الرجل القوي في العارضة الفنية لمحاربي الصحراء متسائلا ''كيف لا أكون رجل مطافئ وأنا تكونت ولعبت في هذا المنتخب لفترة طويلة''، مشيرا في ذات السياق أنه يشعر بافتخار كبير كلما أتيحت له الفرصة لتقديم المساعدة إلى المنتخب ''أعتقد أنه أمر طبيعي أن أغادر أو أعود في كل مرة الى بيت الخضر بالرغم من أن مهمتي هذه المرة كانت أصعب باعتبار طول الفترة ومطالبة الجميع بالنتائج إضافة على مسلسل الانتقادات الذي طالني هذه المرة''، وقال سعدان أن النجاح الذي حققه المنتخب في الفترة السابقة ساهم به الجميع ولم يقتصر فقط على شخصه. ''تواجدنا ضمن 30 منتخبا عالميا إنجاز غير مسبوق طالما أننا كنا قبل 3 سنوات في الصف 103'' ثمن المدرب السابق للرجاء البيضاوي والمنتخب اليمني القفزة الكبيرة التي سجلها المنتخب الجزائري في الثلاث سنوات الأخيرة بعد توالي النتائج الايجابية والتي انجرت عنها عودته مجددا الى ساحة الكبار بدليل المركز الجيد الذي يحتله حاليا ضمن الترتيب العالمي للفيفا، أين يتواجد ضمن أحسن 30 منتخبا في العالم على خلاف ما كان عليه عندما أشرف على تدريب ''الخضر'' في عام 2007 لما وجد المنتخب الجزائري في وضعية لا يحسد عليها لما كان يحتل الصف 103 عالميا، قبل أن يعود إلى الواجهة وهو الأمر الذي جعل سعدان يقر بالمجهودات المبذولة سابقا من أجل إعادة المنتخب إلى مصف الكبار خاصة بعد تحقيق هدف التأهل الى مونديال جنوب إفريقيا الذي وصفه المتحدث بإنجاز غير مسبوق ساعيا في نفس الوقت إلى اكتساب الخبرة في هذا الرهان العالمي ومن ثمة تأكيد ما يستحقونه على حد تعبيره. ''مساعدي استفادوا كثيرا من خبرتي وبقائي سيتحدد بعد المونديال'' وكالعادة لم يود الطاقم الفني للممثل العربي الوحيد في المونديال الخوض في فكرة الحديث عن مستقبله مع المنتخب بعد المونديال حينما أكد أنه على اتصال دائم مع رئيس ''الفاف'' محمد روراوة أين تحدث معه في هذا الموضوع في أكثر من مرة وعن إمكانية تخليه عن المنتخب في الرهانات المقبلة، مشيرا أنه ينتظر نهاية مونديال جنوب إفريقيا لتوضيح كافة الأمور، وأضاف سعدان أن العارضة الفنية ل''الخضر'' يقودها مدربون أكفاء كما أن مساعديه استفادوا كثيرا من تجربته وخبرته في هذا المجال ''وأظن أن الاستمرارية هنا إما بالبقاء أو لا'' كما قال المتحدث. ''نصري وبن زيمة ينتظرهما عمل شاق للوصول إلى الأورو المقبل'' وعن رأيه بخصوص استبعاد الطاقم الفني للمنتخب الفرنسي بقيادة دومينيك للثنائي سمير ناصري وكريم بن زيمة من قائمة الديوك التي ستخوض رهان المونديال في جنوب افريقيا، فقد رد سعدان قائلا ''أنا أحترم اختيار ريمون دومينيك لأنني أضع نفسي مكانه، اللاعبان مازالا شابين والأكيد أنهما بحاجة الى عمل شاق للوصول الى المنتخب في كأس أوروبا القادمة''، وعن الانتقادات التي تعرض لها المدرب الفرنسي مؤخرا بعد تحديده للقائمة فقد أوضح سعدان أن هذه الميزة أضحت عادة دومينك الذي يتعرض دائما لهذه الحملة مشيرا أن المدرب الفرنسي هو الذي يعرف بماذا يفكر وبماذا يفعل طالما أن يملك كل القرارات. وكشف سعدان في سياق حديثه عن الديوك أن المنتخب الفرنسي بامكانه تجاوز الدور الأول طالما أن الفريق يملك خبرة كبيرة في التعامل مع هذه المباريات وبالرغم من هذا الا أن سعدان أكد عدم مراهنته على المنتخب الفرنسي الذي قد يجد صعوبات كبيرة في البروز في هذه المنافسة. ''الفيفا تساهلت مع مصر كثيرا ولو وقعت الحادثة في قارة أخرى لعرفت أمورا مغايرة'' وختم سعدان كلامه بالحديث عن العقوبات التي اتخذتها ''الفيفا'' بشأن المنتخب المصري على خلفية الاعتداءات التي مست بعثة المنتخب الجزائري في مبارة القاهرة، حيث أكد أنه لم يتوقع حجم هذه العقوبات بالمقارنة مع حجم الاعتداءات التي استهدفت الوفد الجزائري، مشيرا أن هيئة بلاتير تساهلت كثيرا مع الطرف المصري، قائلا في نفس السياق أن هذه الإعتداءات لو حدثت في قارة أخرى لكانت الأمور مغايرة تماما، مضيفا أن الاعتداءات كانت أكثر مما يتصوره البعض.