أكد الباحث و رئيس الفرقة المسرحية "العفسة" علي عبدون ان عيد "ايراد" الذي يحتفل به سنويا سكان بني سنوس (تلمسان) بمناسبة رأس السنة الامازيغية يناير يعد "مسرحا تقليديا أصليا" كونه يجمع كافة التشكيلات الفنية. و أشار عبدون خلال ملتقى حول استعمال التراث في المسرح المنظم في إطار المهرجان الوطني الخامس للمسرح المحترف يقول ان "مهرجان ايراد الذي تنظمه سنويا منطقة بني سنوس الجبلية الامازيغية بولاية تلمسان يعد ظاهرة اجتماعية تجعل منه التشكيلات الفنية مسرحا تقليديا أصليا" و ينشط مهرجان ايراد و هي كلمة معناها أسد نحو عشرة شبان ليلة ينايرو يلبس هؤلاء الشبان جلود العجل اوالماعز و يجولون شوارع القرية تحت إيقاعات الطبول بينما يتم سحب "ايراد" الكبير بواسطة سلسلة من قبل شخص حتى لا يفر. و ينتقل المشاركون في هذا الحفل من بيت إلى أخر لجمع الهبات التي توزع على فقراء القرية و معوزيها. و أشار عبدون إلى "الشدة" الدرامية التي تميز عيد ايراد من خلال الأزياء التي يتم ارتداءها و الأغاني و الرقصات و اللوحات المسرحية التي يؤديها المشاركون في المهرجان مضيفا ان الأمر يتعلق هنا ب"تكريس الهوية" و الحفاظ عليها. و ابرز تنوع هذا التراث و ثراءه و دوره الاجتماعي بوصفه "مصدرا متعدد الأبعاد" من شانه الهام رجال المسرح و تشجيعهم على إعداد مسرحيات معاصرة. و ركز الباحث على أهمية الدراسات و البحوث الانتروبولوجية التي ينبغي إعدادها حول مهرجان ايراد بهدف "التعريف بهذه الظاهرة التي تعد عملا مسرحيا كاملا و تاريخا للمسرح في الجزائر". و أكد عبدون بخصوص غنى هذا التراث يقول انه "حتى و ان كان ايراد عيدا زراعيا ذو غاية تضامنية فهو يظل تراثا ثقافيا جد ثري يستوقف شعور الإنسان و إحساسه و يبرز المواهب الفنية كون الأقنعة و الأزياء المستعملة معدة من قبل شباب لم يتحصلوا على أي تكوين أكاديمي و حتى الشخصيات التي يتم تمثيلها يؤديها "ممثلون" موهوبون ليسوا متخرجين من معاهد للفنون الدرامية". و اعتبر السيد عبدون صاحب فكرة إعادة الاعتبار لهذا الإرث الثقافي العريق بنقله على المسرح برفقة فرقة "العفسة" قبل 15 سنة ان عيد ايراد "يمكن ان يقدم الكثير لمسرح اليوم".