كان من المفروض أن أطرح مثل هذه المشكلة منذ سنوات خلت عندما كنت في بداية حياتي الزوجية، ومضى ربع قرن من الإرتباط بهذه المرأة التي انقلبت علي ولم تعد تحترمني رغم أنها لا ترى مني إلا الطيب من الأقوال والأفعال. فزوجتي يا سيدتي نور، لم تعد تقدر على تفويت الفرصة لإهانتي أمام أبنائي الذين بلغوا أشدهم، فتخرّج منهم من تخرّج من الجامعة والتحق بالوظيفة من التحق ولا زال منهم من يدرس في سنواته الأخيرة من التعليم العالي، علما أنها ابنة عمي وقد تزوجتها بعد قصة حب كتلك التي نقرؤها في الأساطير والحكايات الخالدة. انقلابها هذا، غيّر مجرى حياتي وجعلني أقف عاجزا حيال تصرفاتها، لأني لا أعرف السبيل الأنجع لردعها علما أن مستواها العلمي رفيع، كما أنها تقلدت مناصب مرموقة، وأنا لا أقل عنها من هذه النواحي، لكني للأسف الشديد لا أعرف كيف أتصرف معها، ولأني لم أجد بعد الله سواك لأشتكي همّي، فإني بادرت لمراسلتك، فعلت ذلك لأنني متتبع لهذه الصفحة القيمة، فأرجو ألا تبخلي علي بالمشورة. يحيى/ البويرة الرد: إني إذ أشكر لك الثقة في جريدتنا، آمل منك السعي إلى الوقوف معي على الخطوات التالية: الخطوة الأولى: أن ترجع بذاكرتك إلى الوراء قليلا متلمسا سبب هذا التغيّر الذي طرأ على حياتكما، فقد كنتما تعيشان حياة هنيئة كما ذكرت ولكنها في الفترة الأخيرة، بدأت تتلفظ بألفاظ جارحة، فما هذا التغيّر الذي حدث في حياتكما وأدى بها إلى هذا الوضع وبمعرفة السبب يسهل العلاج. الخطوة الثانية: أن تبدأ معها بحوار في جو هادئ غاية الهدوء، يخلو من كل أحد إلا أنت وهي، وتتحدث معها بكل ثقتك بنفسك وقدراتك التي منحك الله إياها، وتعظها الوعظ الذي يلائمها، فإن كانت ممن يخاف الله ولديها تديّن ظاهر فذكرها بوعد الله ووعيده ووجوب احترامها لزوجها بكل حب وهدوء وثقة، وإن كانت عقلية منطقية بمعنى تميل إلى الأرقام والمنطق في حديثها واستدلالها فحدثها حديثا منطقيا عقليا، عن خطإ تعامل الزوجة مع زوجها بهذا الأسلوب خاصةً أمام أولادها، وإن كانت عاطفية رومانسية، فحدثها بذلك النوع من الحديث مذكرا إياها بأيام حبكما وقربكما وجمال تلك اللحظات، وروعة تلك الساعات الجميلة بكل حب ومودة، فأين ذلك الحب الذي عهدته منك وتلك العاطفة التي تشبعني وترويني، خاطبها بما يناسبها بكلام رقيق جميل، يردها إليك ويوضح لها خطأها في التعامل معك. الخطوة الثالثة: الهجر في المضجع، مع حرصك على عدم إظهار ذلك أمام الأولاد ما أمكنك، حفاظا على جو المودة التي ينبغي أن تسود أفراد الأسرة . أتمنى أن تأخذ هذه النصائح بعين الإعتبار وفقك الله إلى ما فيه الخير والصلاح. ردت نور