عادت قضية الطفلة صفية إلى الواجهة من جديد وشكلت جدلا بين فرنساوالجزائر في معركة قانونية لأربع سنوات كاملة انتهت بتسليم البنت للفرنسي جاك شاربوك، بعد أن أصدرت غرفة الأحوال الشخصية لمجلس قضاء وهران الأسبوع الفارط حكما قضائيا حول حق الزيارة لجدة الطفلة بن كروف صفية. وجاء القرار بإرغام الفرنسي جاك شاربوك على إحضار البنت إلى مدينة أرزيو في وهران، بدل حصولها على حق الحضانة التي رفعت بشأنها دعوى قضائية ضد عائلة أم صفية لاسترجاع البنت، وجاء في الحكم أن الجدة لها الحق في أخذ حفيدتها كل نهاية أسبوع ابتداءً من يوم الجمعة وإعادتها مساء السبت، إضافة إلى أيام الأعياد الوطنية والدينية وفي العطل المدرسية والمواسم. وحسب الأستاذ برباش المكلف بالقضية على مستوى محاكم وهران، فإنه سيتقدم بطلب إلى النيابة العامة بغية تبليغ الحكم إلى الفرنسي جاك شاربوك، وأن رفض الإنصياع لقرار العدالة الجزائرية يكون بعدها طريق الدبلوماسية سبيلا لإيصال رسالة التبليغ عن طريق السفارة الجزائرية في فرنسا مع إعلام قنصل فرنسا في الجزائر، وفي حال رفض الفرنسي إحضار البنت إلى الجزائر ذكر الأستاذ أن القضية ستتخذ مجراها القانوني عن طريق الشرطة الدولية الأنتربول لإرغام الفرنسي على نقل البنت نهاية كل أسبوع إلى الجزائر. وعلمت ''النهار'' أنه في حال ما أصر جاك شاربوك على عدم التعامل بجدية مع قرارات العدالة الجزائرية، فسيصدر حكما قضائيا يقضي بإسقاط الحضانة منه نهائيا وإرجاع البنت إلى جدتها المقيمة في حي كوربي بقمبيطة. وكان النزاع القضائي حول نسب الطفلة قد أخذ أبعادا سياسية، لاسيما بعد تدخل السلطات الفرنسية على أعلى مستوى من ساركوزي ووزير خارجيته كوشنار، في محاولة للضغط على الجزائر من أجل تنفيذ الحكم الصادر في 13 فبراير 2008 والذي قضى بأحقية جاك شاربوك في حضانة الطفلة صفية. وأصدرت العدالة الجزائرية السنة الفارطة حكما يرفض منح الحضانة للزوج الأول لأم الطفلة صفية الجزائري محمد يوسفي، بعد أن قدم تحاليل تثبت تطابق الجينات بينه وبين الطفلة صفية ولم يقبل شاربوك بالخضوع لتحاليل ''ADN'' وسلمت له البنت بطريقة أدهشت رجال القانون في الجزائر ولم يعرف مصيرها بعد ذلك خاصة بعد الحديث عن تنصيرها، إضافة إلى مشكل التعليم كونها لم تدخل المدرسة وسنها حاليا تسع سنوات. وتعود تفاصيل هذه القضية إلى شهر ماي من عام 2001 تاريخ زواج الفرنسي جاك شاربوك الذي كان يشغل منصب مدير تجاري في شركة ''رونو الجزائر'' ويقيم بمدينة أرزيو من خديجة فرح بلحوسين (والدة صفية) التي توفيت في شهر مارس 2005، أي بعد شهر واحد من طلاقها من زوجها الجزائري محمد يوسفي. وقد ولدت الطفلة صفية في شهر ديسمبر 2001 في فرنسا أي بعد زواج أمها من جاك شاربوك بثمانية أشهر والقضية للمتابعة.