أعلن اللِواء عبد الغاني الهامل ، المدير العام للأمن الوطني، عن الإستراتيجية التي سيعتمدها للتكفل برجال الأمن الوطني، بعد تنصيبه رسميا على رأس المديرية العامة للأمن الوطني. وركّز اللِواء على أهمية الإعتناء بالعنصر البشري للمُضي قدُما في تجسيد السياسة الأمنية، التي اعتبر نجاحها مرتبطا بمكافحة السلوكات التي وصفها ب''المنحرفة'' التي تضِر بسمعة القطاع وتعطِل أداءه، من أجل بلوغ مصداقية عالية، يكسب بها جهاز الأمن ثقة المواطنين، ويكون في مستوى الجزائر وسمعتها، متعهدا في الشأن ذاته، بإيلاء عناية خاصة لانشغالات القاعدة من أعوان الأمن الوطني، من خلال تحسين ظروفهم المهنية والإجتماعية وترقيتها. وقال اللِواء في كلمة ألقاها أمس، بمناسبة تنصيبه رسميا على رأس الأمن الوطني، من قِبل وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، بالمدرسة العليا للشرطة ''شاطوناف'' بالعاصمة، إن تفعيل أدوار سلك الشرطة وبلوغها مستوًى راقيًا من الأداء، يقتضي انتهاج سياسة ناجعة في مجال إدارة الموارد البشرية، تكون مرتكزة على استغلال الكفاءات بعقلانية واستثمار الخبرات برشادة، وإتاحة الفرصة للقدرات من أجل استبعاد العشوائية في التسيير وسدّ المنافذ أمام الإنحرافات والتسيّب المنافية لمقومات المؤسسة وأخلاقياتها، ولفت اللِواء الإنتباه في هذا الشأن، إلى ضرورة وضع تنظيم جديد لجهاز الشرطة، موضحا أنه إذا كانت الشرطة جليلة في حماية المواطن والإقتصاد الوطني، فإن شرطة فاعلة بنظره تقتضي تكوينا عاليا مواكبا لمختلف التطورات والمستجدات وتستدعي تخصص أفرادها واحترافيتهم حتى تستجيب للتحولات الداخلية والدولية، برفع القدرات البشرية والمادية، والعمل على تزويدها بوسائل ومعدات متطورة وحديثة، لتمكينها من محاربة كل أنواع الجرائم، خصوصا ظاهرة الرِشوة والأشكال الجديدة للجريمة، لاسيما الجريمة المنظمة، تبييض الأموال، الجرائم المعلوماتية وجرائم الشبكات، مؤكدا على أهمية مراعاة التحسين الدائم لعلاقة الشرطة بالمواطنين والإستماع إلى انشغالاتهم، من خلال التركيز على الأمن الجواري والأخلاق الإيجابية والتعامل الحسن معهم.وجدّد المدير العام لجهاز الشرطة الإلتزام برفع مستوى الأمن الوطني وتعزيز مكانته ومواصلة مسيرة السابقين الذين قاموا على المؤسسة ''حتى ترتقي إلى مصاف المؤسسات الأمنية الفاعلة في المجتمعات المتقدمة''، معلنا عن التزامه بشد يدِ كل إطار أو عون غيور على مؤسسته ''يسعى إلى رقي الأمن الوطني لتحقيق وضع الشرطة الجزائرية في مصاف المؤسسات الأمنية بالدول المتقدمة، لأن ذلك يتطلب - حسب اللواء- تظافر جهود الجميع والتحام الصفوف، وقد ركّز الهامل على ضرورة تظافر الجهود وتكاتفها، حيث كرر عبارة ''وضع اليد في اليد'' مرتين، ليبيّن لرجال الأمن الذين سيكون مسؤولا عنهم، أنه ما جاء ليرأسهم، وإنما ليعمل جنبا إلى جنب معهم من أجل الصالح العام، وغلق الباب أمام من تسوّل له نفسه التلاعب بمؤسسات الدولة أو استغلالها لغير خدمة الوطن والمواطن.