استطاعت وزير الثقافة خليدة تومي أن تنقذ نوعا ما مدينة خنشلة من التهميش الثقافي الذي تعيشه،وتطفئ نار غضب مثقفيها وهذا من خلال الوعود التي قدمتها الوزيرة بتحسين صورة المدينة في القطاع وكل ما تعلق به. واستفادة خنشلة من دعم الوزارة المعنية بالشأن الثقافي خلال زيارة الوزيرة للمنطقة حيث تم تخصيص مبلغ يفوق 200 مليون سنتيم لترميم أكبر و أقدم قاعات العرض و الاجتماعات و المحاضرات إضافة إلى القاعة المعروفة باسم علي لفطاري والتي عانت التهميش لأزيد من 5 سنوات ولم تفتح أبوابها إلى اليوم وكذا قاعة الكاهنة التي تحولت إلى مأوى للجرذان و الحشرات،وهو ما أدى إلى تقلص رهيب على مستوى المساحات الثقافية الموجودة في المدينة. وعلى هامش حضورها لفعاليات المهرجان الوطني الأول لمسرح الطفل كان لوزيرة الثقافة خليدة تومي، بعد حضورها تدشين معرض للصناعات التقليدية والفنون التشكيلية بالمركز الثقافي بمدينة قايس ،أن وضعت حجر الأساس لإنشاء مكتبة حضرية بغلاف مالي بلغ 22 مليون دينار إلى جانب وضع الحجر الأساس لتحويل مقر قاعة سينما إلى مسرح لفائدة الأطفال بسعة 300 مقعد قبل أن تدشين مكتبة حضرية بمدينة بابار،كما وضعت الحجر الأساس للمتحف الوطني للزربية ،وتعلن في زيارة لبلدية خنشلة عن انطلاق الأشغال بمشروع مسرح الهواء الطلق بمنطقة الشابور. من جهة أخرى فما قامت به تومي خلال زيارتها لخنشلة لم يشفي غليل مثقفيها الذين عانوا من توقيف عدة مشاريع،إضافة إلى قطاع الثقافة الذي شهد شللا شبه تام في عموم الولاية منذ عقود بدليل الانعدام المطلق للجان الثقافية على مستوى بلدياتها الإحدى والعشرين وتجميد لجنة الحفلات ببلدية خنشلة مما عرقل نشاط الجمعيات ذات الصلة ووقف سدا أمام عدد من المبادرات الفردية والجمعوية كمشروع ملحمة مصطفى بن بو العيد الذي دفن في مهده منذ البداية. كما اعتبر العديد من مثقفي الولاية أن دار الثقافة نفسها أصبحت مجرد بوق للأحزاب السياسية والاجتماعات وليس أدل على ذلك حسب هؤلاء المثقفين والأدباء و الفنانين حسبما أكدوا على تهميشهم ما حدث للفنانين والأدباء الذين رحلوا ورحلت أسماؤهم وأعمالهم معهم إلى الأبد كالفنان علي خنشلي والشابة زليخة والأديبة زليخة السعودي فلم يتم ذكرهم أو تكريمهم أو الاعتراف بأفضالهم في أي مناسبة ناهيك عن شخصيات ثقافية وفنية أخرى تجاهلها الزمن.