بعد عودته من المغرب أين شارك في أكثر من مهرجان، زار المغني الشاب كادير الجابوني جريدة "النهار"، للحديث عن جديده ومشاركته في تيمڤاد وعن الشاب مامي الذي أثر غيابه عن الساحة الفنية كثيرا. "النهار": صنعت وحدك جوا ممتازا وفريدا من نوعه سواء في تيمڤاد أو الكازيف، هل يعني هذا أنّ كادير أصبح الرقم واحد حاليا في الساحة الفنية التي خلت من من يترك بصمة و يصنع الحدث؟ كادير: الحمد الله؛ أينما غنيت الجمهور يحضر بقوة، خاصة في الكازيف عندما تزامنت حفلتي مع مقابلات المونديال ومع ذلك حضر الجمهور عكس السّهرات الأخرى التي كانت فيها المقاعد تقريبا خالية، أنا سعيد جدا بما حققته وهذا نتيجة الإخلاص وحب العمل والثقة في النفس، لكن في المقابل، أقول أن هناك أصوات جميلة جدا في الجزائر، وبإمكانها أن تفعل شيئا فقط ينقصها قليل من الجد و الإخلاص في العمل. كلما تكلمت مع الفنانين يبدؤون في الشكاوي ويقولون أنّهم "محڤورين" وليس لهم أي قانون يحميهم ويحملون كل الناس مسؤولية وضعيتهم، وفي المقابل، لا يبذلون أدنى مجهود لتحسين وضعيتهم؟ هذا صحيح؛ الفنّان لا قيمة له في الجزائر ولولا الجمهور الذي يحترمنا، لأصبحنا في خبر كان، وفي المقابل كذلك الفنانين لا يحترمون أنفسهم، مثلا ما حصل مؤخرا في الحفل الذي تغيب عنه جورج وسوف، عندما اتصلوا بالفنانين الجزائريين في آخر لحظة لتعويضه، والغريب أنّهم قبلوا و توجهوا بأقصى سرعة، يجب أن يوضع الفنّان الجزائري في نفس المكانة التي يوضع فيها الفنانين الآخريين الذين يحيون حفلات في بلادنا، طبعا الجزائري يرحب بضيوفه ويوفر لهم الرّاحة، لكن يجب أن يحترم ابن بلده كذلك. أفهم من خلال كلامك أنّك لم تكن مرتاحا في تيمڤاد، و فضلوا عليك الفنانين العرب الذي غنّوا معك في السهرة يقاطعني...لا لا أنا لم أقل هذا الكلام وبالمناسبة أشكر المشرفين على الديوان الوطني للثقافة والإعلام على كل ما قدم لنا في باتنة، الحمد الله كنت مرتاح وشاهدتم بأعينكم كيف كان الحفل ناجحا، كما سعدت كثيرا بالغناء مع الجزائرية سلمى غزالي و زوجها الفنان الأردني بشار غزاوي، الذي تحدثت معه مطولا وطلب مني بعض الأغاني من التراث الجزائري ليدخلها في ألحانه الخليجية. بالمناسبة لماذا اهتمام الفنانين الجزائريين منصب خاصة على البلدان الأوروبية، رغم نجاح الأغنية الجزائرية في الوطن العربي؟ صحيح بإستثناء تونس والمغرب التي أغني فيها كثيرا، لا يوجد أي اتصال بالوطن العربي، وهذا راجع لعدم وجود منظمي حفلات عرب أو جزائريين يهتمون بهذا الجانب، عكس ما يحصل في فرنسا والبلدان الأوربية الأخرى. أتمنى ملاقاة الجمهور العربي لأنّني أعلم جيدا أن أغانينا مطلوبة بكثرة، و الدليل إعادة معظم مطربوهم لأغاني الراي، وكانت آخرهم يوم الأحد المطربة ماجدة الرومي التي غنت جزائري بكل إتقان. لكن لا يخفى عليك أن فنانيهم حتى الرجال يهتمون كثيرا بمظهرهم وأناقتهم، حتى أن الكثير منهم أجروا عمليات تجميلية، بغض النظر على مطرباتهم اللواتي غيرن شكلهن تماما بسبب العمليات التجميلية، وعندنا للأسف الفنان لا يولي أي اهتمام لهذا الجانب، حتى أنه لا يقوم بأي حركات رياضية؟ أكيد الرياضة مهمة جدا في حياة الفنان والمطرب خاصة من أجل التنفس، وأنت كنت حاضرة معنا في المقابلة التي أجريناها مع وزارة الأشغال العمومية، كيف أن معظم الفنانين الذي شاركوا لم يستطيعوا اللعب، لأنهم بعيدين كل البعد عن الرياضية بإستثناء فئة قليلة جدا، أنا الحمد الله مازالت ألعب كرة القدم بين الحين والآخر، كما أنني أمارس"الفوتينغ"تقريبا يوميا، والمظهر مهم جدا في حياة الفنان، لأنه يعطي النظرة الأولى عند الغير. ما لاحظته أنّه لا يوجد أي تعاون بينكم أنتم الفنانين، كما لا توجد علاقة قوية بين كل الفنانين، والدليل لم يتحرك أي واحد منكم من أجل الشاب مامي ومجرد محاولة لمساعدته؟ ماذا نستطيع أن نفعل له، القضية كبيرة جدا والدولة هي الوحيدة التي بإمكانها مساعدته، وحتى خلال الحفلات التي نحييها في الخارج وفرنسا بالضبط، المنظمون ليسوا جزائريون، لهذا الأمر لا يهمهم وحتى نحن عندنا التزامات يجب احترامها وعدم الخروج عنها، لكن أنا متأكد أنه سوف يخرج قريبا، لأنه قضى تقريبا نصف المدة، كما يوجد هناك قانون إعفاء كل 14 جويلية، وكذلك لحسن السيرة، ومامي مكانته محفوظة في الساحة الفنية العالمية وهو في السجن ربما يملك عقود عمل أكثر من الفنانين الموجودين في الخارج ، وعلى العموم، مامي ذهب ضحية نيته وثقته في اليهود. شاركت مؤخرا في مهرجان وجدة بالمغرب وسبق لفنانين قبلك وأن حصلت لهم مشاكل، حيث وقعوا في غلطات حتى وإن كانت غير مقصودة كلفتهم الكثير، هل كادير خائف من تكرار ما حصل للآخريين معه؟ أنا فنان ولست سياسي ومشاركتي في المهرجان بوصلات غنائية، ثم عقدت ندوتي الصحفية وعدت مباشرة إلى الجزائر. لا داعي للخوف لأننا لسنا في حرب، وربما كما قلت الفنانين الآخريين وقعوا في غلطات غير مقصودة، أتمنى أن يتفهم المسئولين وضعيتهم. وماذا عن جديد الشاب كادير وهل سيغني مرة أخرى للفريق الوطني؟ كادير: سوف لن أغني مرة ثانية للفريق الوطني، لأنهم بكل بساطة"سمطوها"، كل من يملك القليل من المال توجه إلى الأستوديو وسجل أغاني للفريق الوطني، وبإستثناء بعض الأصوات الجميلة والأسماء القوية، كل الآخريين لا علاقة لهم بالغناء، وجديدي سيكون مع فرقة "أر أن بي فيفر" و"ماجيك سيستم" في أغنية ستنزل في أكتوبر إلى السوق، بعنوان "الجي، باري، مرساي، وهران والبحر". هل ستصور هذه الأغنية ومن هو الصوت الذي يتمنى كادير أن يسجل أغنية ثنائية معه؟ أكيد سأصورها لكن في باريس، سبق لي وصورت أغنية هنا وصرفت عليها أموال كثيرة وأهديتها للتلفزيون، لكنهم لم يقدموها و لو مرة واحدة، لهذا تجد كل المطربين لا يصورون أغانيهم، لأنّه لا يوجد أي حصة منوعات في التلفزيون لتقدم أعمالنا. كما أتمنى أن أسجل أغنية مع صوت يضيف لي شيئا و لا أمانع في مساعدة الأصوات المبتدئة، لكن بشرط أن لا تحطمني إن تؤثر على أغنيتي. ولحد السّاعة أنا سعيد جدا بتعاملي مع لطفي دوبل كانون فكانت التجربة معه رائعة، وأتمنى أن يتكرر التّعاون بيننا. وكيف يقضي الشاب كادير الجابوني أيام رمضانه؟ أفضل قضاء أيام شهر الصيام في العبادات وصلاة التراويح التي لا أفوتها، أما العمل فالذي يريد أن يعمل العام طويل و بإمكان أي شخص العمل طول السنة، أحب السماع إلى قراءة القرآن لست من هؤلاء الذين يقضون أيامهم في النوم، أنا من ممارسي الرياضة في هذا الشهر الكريم.