سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مغتربون في إنجلترا يقودون شبكة دولية مختصة في تزوير وتهريب السيارات من أوروبا الإيقاع بعناصرها تم بالتنسيق مع الشرطة الفرنسية والبريطانية عن طريق الأنتربول
خلصت تحريات مصالح فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بالجزائر ، إلى الإطاحة بخمسة عناصر من مجموع ثمانية أشخاص ينتمون لشبكة دولية كانت تنشط على مدار الثلاث سنوات الأخيرة في تزوير وتهريب السيارات القديمة من إنجلترا نحو الجزائر وفقا لخطة جد محكمة بالتنسيق مع عدد من الأعوان على مستوى الدوائر الإدارية للعاصمة، حيث تم إلقاء القبض على خمسة أفراد في حين لا يزال اثنان في حالة فرار بالتراب البريطاني بعد تحديد هويتيهما. أما الأخير فيتواجد حاليا بالبقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة. التحقيق في القضية انطلق مطلع السنة الجارية على إثر ورود معلومات من أحد المواطنين، مفادها أن مجموعة من المغتربين الجزائريينبإنجلترا يقومون بشراء سيارات قديمة في الخارج وتزوير وثائقها مع تضخيم سنة دخولها حيز الإستعمال على أساس أنها جديدة ومن مبيعات السنة الحالية، حتى يسمح لها بالدخول إلى تراب الوطن، خاصة بعد أن قررت الحكومة منع إعادة بيع السيارات المستعملة وإلغاء التسريح الخاص باستحضار المركبات التي لا تزيد مدة استعمالها عن ثلاث سنوات. واستنادا إلى هذه المعطيات المتوفرة، باشرت فصيلة الأبحاث بباب جديد عملا استعلاماتيا في العمق، قصد التأكد من مدى صحة المعلومة وجمع أكبر قدر من الأدلة لإدانة المتهمين، والذي انتهى بتحديد هوية جميع المتورطين في القضية وطبيعة المهام المسندة لكل واحد منهم، حيث اتضح أن ثلاثة مواطنين ممن يحملون الجنسية المزدوجة الجزائرية والبريطانية، احترفوا شراء عينة من المركبات النفعية والسياحية المستعملة في الخارج، ليتم إخضاعها لعملية تزوير جد دقيقة بشكل يجعل من وثائقها صحيحة ورسمية ولا يمكن اكتشافها من قبل المصالح الجمركية على مستوى الموانئ، كما أن هذه العصابة وعلى خلاف باقي الشبكات المختصة في نفس المجال ابتكرت طريقة حديثة لإبعاد كامل الشكوك وتفادي ترك أي أدلة تمكن من الوصول إلى عناصرها عند مغادرتهم أرض الوطن من جديد، وذلك من خلال تقديم جوازي سفر مختلفين عند الدخول والخروج، تجنبا لمساءلتهم عن مصير السيارة التي قدموا بها.وبعد إخضاع عناصر الشبكة للمراقبة اللصيقة وبروتوكول التحريات المعتمد في القضايا المماثلة، تم ترصد تحركات الرأس المدبر في العصابة الذي كان متواجدا في الجزائر في عملية جديدة، قبل إخطار الشرطة البريطانية عن طريق الأنتربول لتحديد هوية باقي شركائه المتواجدين على ترابها وتبادل المعلومات بين الجهتين، لتكشف تحريات هذه الأخيرة بناء على قاعدة بياناتها وبالتنسيق مع الشرطة الفرنسية، أن زعيم الشبكة يستعمل جواز سفر مسروق في اعتداء مسلح استهدف سنة 2004 مكتبا بريديا بأحد أحياء مدينة ''مرسيليا''، ليتم بناء على ذلك توقيف المعني، إلى جانب ثلاثة أعوان تابعين لعدد من الدوائر الإدارية بالعاصمة والذين كانوا يتكفلون بإنشاء ملفات قاعدية مزورة للسيارات المهربة، وإزاحة كل العقبات الإدارية التي من شأنها أن تعرقل سيرها وتوصلت التحريات إلى تحديد هوية الشركاء المتواجدين في حالة فرار بالتراب البريطاني، إلى جانب العنصر الأخير الذي تؤكد المعلومات المتوفرة بشأنه أنه سافر إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة، في حين سمحت عملية توقيف الرأس المدبر وباقي المتورطين معه باسترجاع جميع المركبات المهربة والمقدر عددها بسبعة، أربع منها سيارات سياحية من نوع بيجو ''406'' شاحنتين نفعيتين من نوع ''ايفيكو''، فضلا عن سيارة من نوع ''رونو ميڤان''، اثنان منها تم استعادتها من عين الدفلى وڤالمة، قبل أن يتم تقديم الموقوفين يوم 13 سبتمبر الجاري أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي امحمد بتهمة تكوين جماعة أشرار، تهريب دولي للمركبات، التزوير واستعمال الوثائق المزورة وسوء استغلال الوظيفة مع تحرير شهادات تثبت وقائع غير صحيحة، حيث أمر هذا الأخير بإيداع 3 منهم الحبس المؤقت وإخضاع اثنين للرقابة القضائية.