وداع أبدي ..رويشد،وردية،حسان الحساني،صراط بومدين،حديدوان،الحاج عبد الرحمان،يحي بن مبروك،حسني،علولة،مجوبي،باش طارزي الأكيد أن الموت حق علينا جميعا،و إذا مات أي شخص غير معروف،تكون الفاجعة على عائلته فقط،أما إذا كان الشخص معروف،فالمجتمع كله يتألم و يتأثر لفقدانه .لكن الشيء الذي يؤلمنا أكثر هو أن كل الفنانين الكبار الذين افتقدتهم الساحة الفنية الجزائرية،للأسف لم تجد من يخلفها و بقيت السينما و المسرح و التلفزيون الجزائري يبكي موتاه و ينتظر من يعوض فراغهم. التوري ،رشيد القسنطيني،منقلاتي،ياسمنة قبل الثورة التحريرية،كانت الساحة الفنية الجزائرية تعيش اسعد أيامها بسكاتشات التوري ورشيد القسنطيني وياسمينة ومنقلاتي خاصة في الميدان الفكاهي بالإضافة إلى الأسماء الكبيرة جدا من أمثال كلثوم و رويشد و محمد باش طارزي وفريدة صابونجي ونورية الذين اثروا الخزينة الفنية الجزائرية بأعمال مازالت خالدة لليوم. الفكاهة الجزائرية تبحث عن من يعوض وردية،رويشد و بوبقرة وبعد وفاة نجوم الفكاهة الجزائرية الذين عملوا منذ الاستقلال على إثراء الساحة الفنية الجزائرية بأعمالهم الكثيرة جدا و الخالدة من أمثال الممثلة القديرة وردية التي لم نجد لحد كتابة هذه الأحرف من يعوضها رغم مرور أكثر من عشرين سنة من وفاتها،كما افتقدت الساحة الفنية الممثل الكبير رويشد المعروف بكل ادوار حسان الطاكسي و حسان نية و حسان طيرو و الكثير كثير من الأعمال التي مازال الجمهور تابعها و يحبها و يضحك عندما يشاهدها.أما الفنان القدير حسان الحساني المعروف باسم بوبقرة ،فأعماله الكثيرة و الممتازة هي التي تتحدث عن تاريخه الكبير و إنتاجه الذي مازال الجمهور يطلبه رغم السنين الطويلة التي مرت على وفاته و للأسف لم نجد بعد من يخلفه رغم المحاولات الكثيرة من عدد كبير من الممثلين الشباب الذين لم يوفقوا. الأطفال يبحثون على من يعوضهم في حديديوان فيما يخص الأطفال،مازالوا يعانون من افتقاد حديدوان الذي ترك ما مسعودة وحدها،حديدوان الذي كان يشارك في كل الحصص التلفزيونية الخاصة بالأطفال و كان يحضا بحب و اهتمام الأطفال من كل الجزائر نظرا للأعمال الهادفة التي كان يقدمها لهم بطريقة هزلية و فكاهية و التي لم تجد لحد الساعة من يخلفه فيها رغم مرور سنوات طويلة من وفاته. المسرح الجزائري مازال يبكي،باشطارزي، علولة و مجوبي،ونيش من منا من زمن الفن الجميل للمسرح الجزائري لم يحضر و لو مرة لمسرحية قدمها عزا لدين مجوبي أو عبد القادر علولة أو صراط بومدين أو محمد ونيش رفقة عدد كبير من نجوم المسرح الجزائري على غرار صونيا و محمد بن قطاف و عمر قندوز ،كنا نستمتع فعلا بمسرحيات حافلة تسير" و "بوعلام زيد القدام" و بابور غرق" و "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" و "البوابون" و كل المسرحيات التي سجلت تاريخ المسرح الجزائري بأحرف من ذهب منذ الأربعينات على يد رشيد القسنطيني و التوري و باش طارزي و كل هؤلاء الذين عملوا على إعطاء مكانة للمسرح الجزائري في الوطن العربي رغم انعدام الإمكانيات و الظروف الصعبة جدا التي كانوا يتخبطون فيها قبل و أثناء و بعد الاستقلال. الحاج عبد الرحمان و يحي بن مبروك...غيابهما زاد من معانات الفكاهة في الجزائر بالاضافة الى معانات الساحة الفنية الجزائرية من وفاة و اعتزال و كبر سن الممثلين الذين كانوا يصنعون الحدث في الأفلام و المسلسلات و المسرحيات الجزائرية،زاد غياب الثنائي الفكاهي يحي بن مبروك المعروف ب"لابرانتي" و الحاج عبد الرحمان" المفتش الطاهر" من معانات الساحة الفنية الجزائرية و خاصة الفكاهية منها لان محاولات الشابا لتعويضهما لم ترقيى الى المستوى المطلوب و لم يقبلها الجمهور لأنها لم تاتي بأي جديد و حاول أصحابها التقليد لا اكثر و لا اقل . الكثير من الفنانين يعانون في صمت و سوف لن يجدون من يخلفهم بعد عمر طويل أما الذين مازالوا على قيد الحياة ،فهم يعانون في صمت رغم السنوات الطويلة التي أدوها منذ زمان في خدمة الفن الجزائري حتى في أصعب الظروف التي عرفتها الجزائري سواء أثناء الثورة الجزائرية أو العشرية السوداء التي عرفناها أمثال فريدة صابونجي و نورية وكلثوم،سيد علي كويرات و وهيبة زكال و نادية طالبي و فتيحة بربار و الكثير من الممثلين الشباب من بينهم الفكاهية عتيقة طوبال التي تتخبط في مشاكل كثيرة جد و لم تجد آذان صاغية. الشباب لم ينسوا حسني و عزيز و مازالوا يبحثون عن البديل أما في ميدان الأغنية الشبابية،فالساحة الفنية تتخبط في مشاكل كثيرة جدا بعد فقدان الشاب الذي كان يصنع الحدث في الساحة الفنية رغم الأصوات الكثيرة جدا التي تتصارع في تسجيل الأشرطة و الأغاني و تتسابق على إنتاج اكبر عدد ممكن من الأشرطة.الشباب مازالوا يبكون الشاب حسني و الشاب عزيز الذين تركوا الساحة الفنية في عز شاباهم بعد اغتيالهم في العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر خالية من أي ابداع و مازالوا يبحثون عن البديل خاصة بعد هجرة معظم الاصوات التي كانت تصنع الحدث في الاغنية الجزائرية الشبانية.