متمردون من الطوارق صورة ح.م قال أعضاء في حركة تمرد الطوارق السابقة التي كانت زعزعت استقرار مالي في تسعينات القرن الماضي وبداية الألفين، أنهم على استعداد للمشاركة في التصدي لتنظيم القاعدة في المنطقة الذي ينتشر عناصره في شمال البلاد. وأكد متمرد سابق من الطوارق "نحن لا ننتظر إلا الضوء الأخضر من الحكومة المالية لطرد القاعدة من صحرائنا" وهو مثل كثيرين غيره ينتظر تدريب "الوحدات الخاصة" المكلفة ضمان الأمن في شمال مالي. وكان تقرر إنشاء هذه الوحدات الخاصة في اتفاقات السلام الموقعة في الجزائر العاصمة في جويلية 2006 برعاية الجزائر، من قبل الحكومة المالية والتحالف من اجل الديمقراطية والتغيير الذي يضم مختلف حركات تمرد الطوارق في مالي. وتقرر حينها ان تشكل "الوحدات الخاصة" من متمردين سابقين طوارق تحت قيادة الجيش النظامي المالي وان تتولى تدريبها الحكومة الجزائرية بحسب الاتفاقات. وأكد احمد اغ اشريد وهو واحد من مئات المقاتلين السابقين في سبيل قضية الطوراق المتعطشين للانضمام لهذه الوحدات وحسم الأمر مع القاعدة "نحن مستعدون وننتظر في أسابيع قليلة يمكننا انهاء هذه المشكلة". ويضيف احمد اغ بيبي المتحدث باسم المتمردين السابقين والنائب في الجمعية الوطنية في مالي ان عناصر القاعدة في المغرب الاسلامي "يحتمون بأراضينا التي نعرفها جيدا وإذا ما تم تسليحنا فانه سيكون بإمكاننا ان ننهي أمرهم بسرعة". وأضاف "ان القاعدة تريد ان تلطخ صورة منطقتنا. لن نسمح بذلك" وأيده في ذلك رفاق سابقون وصفوا عناصر القاعدة في المغرب الاسلامي ب "المارقين" الذين يريدون التخلص منهم. وفي إشارة الى خطف سبعة رهائن (خمسة فرنسيين بينهم امرأة ومواطن من توغو وأخر من مدغشقر) منتصف سبتمبر في النيجر قبل نقلهم الى شمال شرق مالي، قال احد المتمردين الطوارق السابقين "لماذا يتم خطف امرأة رهينة او مدني؟ لا. الإسلام لم يأمر أبدا بذلك". ومن جانب الإدارة في منطقة كيدال (شمال غرب) تم التأكيد ان هذه الوحدات الخاصة "لن يتأخر" تشكيلها. وقال مسؤول في ولاية كيدال طلب عدم كشف هويته "هناك لجنة متابعة لاتفاقات الجزائر تعمل على هذا الملف وفي غضون أسابيع قليلة سيبدأ التنفيذ". وقالت اورسولا تيكيان التي يدير منظمة غير حكومية لمساعدة الطفولة في شمال مالي "يجب تسريع إنشاء الوحدات الخاصة. ان هؤلاء المتمردين الطوارق السابقين لا يجدون عملا". وأضافت "علاوة على دفاعهم عن بلدهم، فان ذلك يشكل طريقة لتوفير عمل لهم حتى لا ينضمون الى عصابات مسلحة عديدة في الصحراء". وقد ارتبط عدد قليل من الطوراق بالقاعدة. ويتوزع الطوراق الذين يقدر عددهم بمليون ونصف مليون نسمة، بين النيجر ومالي والجزائر وليبيا وبوركينا فاسو. وبحسب لجنة متابعة اتفاقات الجزائر فان المتمردين السابقين يمكن ان يشكلوا "علاجا فعالا" ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في الصحراء لأنهم "يعرفون جيدا المنطقة". وقال احد أعضاء اللجنة "انها ديارهم وهم رجال أشداء يمكنهم التعويل على الأهالي لإبلاغهم" بما يجري.