أفادت مصادر أمنية وصفت بالمطلعة أن الطوارق ورؤساء القبائل العربية في شمال مالي قرروا الدخول على الخط في الأزمة بين التنظيم الإرهابي القاعدة ودول الساحل خاصة مع تصاعد عمليات خطف الغربيين في منطقة الساحل، حيث قرروا اتخاذ إجراءات في الوقت الحاضر، وهذا بالموافقة على عقد لقاء قريبا مع مجموعة من الإرهابيين من تنظيم قاعدة المغرب. والهدف من ذلك هو العودة بهؤلاء ومحاولة إقناعهم بالمسار الصحيح للإسلام حسب ما أفاد به أصالات حج ابدوسا لام رئيس الدائرة الإقليمية لكيدال، معقل التنظيم الإرهابي، وقال إنه يعتزم إقناعهم بترك عمليات الخطف التي تستهدف عادة الأجانب من الدول الغربية. ويأتي هذا الأمر في وقت شارك متمردو الطوارق السابقين في مالي في التصدي لتنظيم القاعدة في شمال البلاد، خاصة وأنها قد أبرمت اتفاقيات مع حكومة مالي بعد الاجتماع الذي تم السنة الماضية والذي التزم التحالف (المتمردون الطوارق السابقون) بالعمل مع الحكومة المالية التي تتصدى للتهديد الجديد الذي يشكله الإرهاب في المنطقة. وكان الطوارق سباقون للبدء في التصدي للإرهابيين ولاسيما منهم عناصر قاعدة المغرب، حيث قرر المشاركون تفعيل الوحدات الخاصة في أسرع ما يمكن. والوحدات الخاصة هي قوات مؤلفة من متمردي الطوارق السابقين الذين يعرفون الصحراء أفضل من سواهم، وشدد المشاركون في الاجتماع أيضا على إعادة الدمج الاجتماعي-الاقتصادي لشبان المناطق الثلاث لشمال مالي. وقد دفعت مالي والجزائر حتى الآن ما يفوق المليار فرنك إفريقي (1,5 مليون يورو) لاطلاق هذا المشروع. وكان زعيم الثوار الطوارق إبراهيم باهنغا قد نفى الاتهامات الأمريكية التي روجت لها بعض وسائل الإعلام في مالي من أنه إرهابي، أو له أية علاقة بتنظيم ''القاعدة''. وقال باهنغا إن أعداءه روجوا أنه تابع لتنظيم القاعدة بسبب زيارة قام بها إلى باكستان عام ,2003 مؤكدا أنه أقام في باكستان مع جماعات التبليغ وليس مع جماعة طالبان أو''القاعدة''، كما نفى دخوله أفغانستان أو تعرفه على أي من ''القاعدة'' أو طالبان.