أوقف عند شقيقته ''نجية'' في نابولي ويواجه اتهامات خطيرة بعد عودته من أفغانستان تعيش مختلف الأجهزة الأمنية الفرنسية وعلى رأسها المديرية المركزية للإستعلامات الداخلية الفرنسية (مصلحة مكافحة التجسس)، حالة من الطوارئ القصوى مع تزايد المعلومات من عدة أجهزةأمنية عربية وأوروبية وحتى من الولاياتالمتحدةالأمريكية بوجود تخطيط لضرب أهداف استراتيجية على الأراضي الفرنسية. وجاءت هذه المعلومات الإستخباراتية بعد فترة قصيرة من تهديد تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' أواخر شهر جويلية الماضي وعزمها على استهداف المصالح الفرنسية، ردا على مقتلعدد من عناصرها الذين ينشطون تحت لواء ''كتيبة الفرقان'' شمال مالي. وقد كان للتهديدات رد فعل مباشر من جانب الأجهزة الأمنية الفرنسية التي وضعت مصالحها التقنية والبشرية في اتجاه الجنوب ومنطقة الساحل لمحاولة رصد تهديدات وافدة من هذه المنطقة، غيرأن المفاجأة كانت أكبر، فقد تلقت المديرية المركزية للإستعلامات الداخلية الفرنسية ''دي.سي.أري'' معلومات خطيرة تفيد بوجود تحرك لإسلاميين فرنسيين من أفغانستان باتجاه أوروبا في ظروف غامضة ودون تفاصيل كثيرة حول العمليات التي يعتزم تنفيذها. وتتحدث هذه المعلومات التي أحيطت بسرية كاملة بسبب غموض الكثير من جوانبها عن عودة أحد الفرنسيين من أصول جزائرية يدعى ''رياض هنوني'' من أفغانستان وباكستان إلى أوروبا، علماأنه كان قد غادر فرنسا إلى وجهة مجهولة منذ سنة 2009 ولم تتمكن شبكة المخبرين الفرنسيين من توفير معلومات دقيقة وواضحة. وتبين بعد التحريات الأولية أن ''رياض هنوني'' الذي يشتبه في كونه منفذ التهديدات ضد فرنسا ينتمي إلى عائلة جزائرية الأصل تضم عدة أفراد منهم ''رضا'' الذي كان قد ذهب إلى أفغانستان سابقا وشقيقه الأصغر ''فؤاد'' وهؤلاء كلهم كانوا يتنقلون من حين لآخر إلى أقارب لهم بولاية الشلف، وكان آخر مرة سنة 2009. وتبين حسب معلومات ''النهار'' أن رياض كان يقيم عند شقيقته ''نجية'' المتزوجة في إيطاليا لفترة، ولم يكن معلوما إن كان يرغب في البقاء هناك أم يحضّر للعودة إلى عائلته في فرنسا خاصة بعد أن تقدم أعوان الأمن إلى منزل العائلة بسان دوني الباريسية لمعرفة مكان تواجده خلال شهر أوت. وفي أواخر شهر أوت الماضي تمكنت السلطات الإيطالية من رصد تحركات ''رياض هنوني''، وبعد ثلاثة أيام من متابعته عن قرب في مدينة نابولي الإيطالية تم توقيفه بتاريخ 3 سبتمبر الماضي وبحوزته تجهيزات تكفي لصناعة المتفجرات. وفي جو من الخوف من حدوث اعتداءات وشيكة ضد مواقع فرنسية مأهولة بالسياح، أصدر قاضي التحقيق المكلف بمكافحة الإرهاب على مستوى قضاء باريس أمرا دوليا بالقبض على ''رياض هنوني''، وهذا بناءً على تقرير إجمالي أصدرته المديرية المركزية للإستعلامات الداخلية الفرنسية تضمنت معلومات عامة تشير إلى الإشتباه في أنرياض هنوني'' تلقى تدريبا عسكريا متنوعا في أفغانستان لتنفيذ اعتداءات في أوروبا يعتقد أن فرنسا ستكون ضمن هذه الأهداف. '' ولم تفضِ المعلومات القليلة التي تمكن المحققون الإيطاليون من انتزاعها من ''رياض'' إلا تفكيك شبكة صغيرة من 12 عنصرا بين مدينتي بوردو ومرسيليا بعضهم مختص في تزوير وثائق السفروآخر كانت له أسلحة وتبين علاقاتهم بالأوساط المتطرفة عل الأراضي الفرنسية. ورغم حالة الإستعجال التي حاولت باريس فرضها على إيطاليا إلا أن الإجراءات القضائية دفعت النيابة العامة لدى محكمة نابولي إلى تأخير النظر في الطلب الفرنسي لتسليم ''رياض هنوني'' إلى غاية 21 أكتوبر الجاري مع إمكانية أن يخضع القرار إلى الإستئناف من الدرجة الثانية مما يعطل عملية التسليم أسابيع أخرى. وقد ترجى وزير الداخلية الفرنسي باريس أورتوفو السلطات الإيطالية بذل الجهد الكافي لكي تتم عملية الترحيل قبل نهاية شهر أكتوبر بالنظر إلى الحاجة المستعجلة لأجهزة الأمن الفرنسي للتحقيقمعه في هوية باقي أفراد الشبكة خاصة بعدما تبين أن من الموقوفين في جنوبفرنسا وعددهم 12 مشبوها كانوا ضمن شبكة مختصة في تزوير وثائق السفر أو لهم علاقة بالمتطرفين.