؟ ''أعرف مدربين كبار متحمسين لتدريب الجزائر.. والمال هو المشكل فقط'' ؟ ''أستغرب لهثكم وراء فيغولي وبراهيمي في حين أن الجزائر تعتبر خزان المواهب'' ؟ لست مصدقا أن من أبدع أمام الإنجليز ينهزم ضد إفريقيا الوسطى'' كشف المدرب السابق للمنتخب الفرنسي، ميشال هيدالغو، أنه تفاجأ كثيرا بالنتائج التي حققها المنتخب الوطني الجزائري في تصفيات كأس أمم إفريقيا بعد التعادل المفروض عليه من قبل تنزانيا والخسارة أمام إفريقيا الوسطى قياسا بالمستوى الكبير الذي أظهره المنتخب المونديالي في جنوب إفريقيا، وقال هيدالغو في الحوار الذي خص به جريدة ''النهار'' أن حظوظ الخضر مازالت قائمة في التأهل خاصة إذا ما تمكن من التفاوض جيدا في لقاء المغرب في نهاية شهر مارس القادم، كما عاد المدرب السابق للديوك للحديث عن استقالة الناخب الوطني رابح سعدان وعن التغييرات التي أحدثها المدرب الجديد لمحاربي الصحراء عبد الحق بن شيخة، وكذا عدة نقاط تخص أساسا المدربين الذين رفضوا مؤخرا تولي تدريب المنتخب الجزائري، وكذا الإهتمام المتزايد بضم الثلاثي الفرانكو جزائري براهيمي وفيغولي وطافر إلى التشكيلة الوطنية مبرزا أيضا عدة نقاط في هذا الحوار.. إليكموه. مرحبا هيدالغو، معك صحفي بجريدة ''النهار'' الجزائرية ؟ تفضل أنا في خدمتكم. - في البداية نريد أن نعرف رأيك حول مشوار المنتخب الوطني الجزائري في تصفيات أمم إفريقيا ؟ للأسف الوقت لم يسمح لي بمتابعة أخبار منتخبكم منذ نهاية مونديال جنوب إفريقيا. ''الخضر'' سجلوا تعثرين متتاليين في بداية التصفيات عندما تعادلوا بالجزائر أمام تنزانيا وخسروا بعدها أمام إفريقيا الوسطى بثنائية نظيفة في العاصمة بانغي ؟ - (يصمت قليلا)... الحقيقة لقد فاجأتني لأنني لم أنتظر أن يسجل منتخب بلادكم هذه النتائج خاصة وأنكم حققتم مشوار ايجابيا في مونديال جنوب إفريقيا فضلا عن وجود تباين كبير بين مستوى الجزائر مع هذه الفرق، وبالرغم من أن كرة القدم مليئة بالمفاجآت إلا أنني أعتبر النتائج المحققة غير طبيعية بالنسبة إلي. ألا يوجد تفسير لهذه البداية المحتشمة ؟ - لست هنا لأنتقد من هم وراء هذه النتائج، لكن حسب اعتقادي فإن المنتخب الجزائري يكون قد عانى من افتقاده لعناصر بارزة أو التي لها لمستها في مثل هذه المواجهات. المنتخب الجزائري في الفترة الأخيرة عرف تغييرات كثيرة بعد التحاق عبد الحق بن شيخة بالعارضة الفنية أين قام في وقت وجيز بإحداث ثورة في التعداد ؟ - يجب أن تعلموا جيدا أن أي مدرب في مكان عبد الحق بن شيخة ممكن أن يقدم على هذه الخطوة طالما أن المنتخب لا يتواجد في أحسن أحواله، والمهم في هذا هو أن التغييرات يجب أن تكون ناجعة ومنطقية وأن تكون في صالح التشكيلة لأننا لا نقوم بالتدعيم من أجل التدعيم. بن شيخة استبعد مؤخرا بعض الركائز الأساسية التي كان لها وزن في المنتخب واستنجد ببعض اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي بعد خسارة إفريقيا الوسطى ؟ - كما قلت لكم، الناخب الوطني يكون قد وقف كثيرا على مستوى اللاعبين في خرجة بانغي وهو ما جعله مضطرا لإحداث هذه التغييرات، طالما أن العناصر التي لم تأت بأية إضافة مصيرها يكون خارج التعداد، وهذا دون النظر إلى قيمته أو وزنه لأنه لا مجال للعاطفة في مثل هذه الحالات. هل ترى أن دمج اللاعبين المحليين في المنتخب قد يعطي دفعا قويا للمنتخب ؟ - الحقيقة أن هذا الأمر سيكون مرتبطا ومرهونا أساسا بمستوى ونوعية العناصر التي استنجد بها، لأنه لا يمكن أن نراهن كلية على الشبان دون الاعتماد مثلا على مستوى وإمكانيات أي لاعب خبرة، ففي كافة الأحوال فالاستعانة بلاعبين في المنتخب المحلي يعد مؤشرا ايجابيا لأنهم يسعون إلى فرض وجودهم وكسب ثقة المدرب في أي فرصة تتاح لهم، وهو ما يعود بالتأكيد في صالح المنتخب لكن شريطة الاعتماد أيضا على العناصر التي تملك الخبرة والتجربة التي يبقى وجودها في التعداد أكثر من ضروري. أسماء مثل براهيمي، طافر وفيغولي طرحت كثيرا في أجندة الإتحادية الجزائرية لكرة القدم قصد ضمها إلى المنتخب في الفترة المقبلة، هل ترى أن هذا الأمر سيخدم المنتخب واللاعبين ؟ - أستغرب جدا عندما أسمع مثل هذه الأخبار، لأنه لا يعقل أن بلدا مثل الجزائر الذي أنجب الكثير من النجوم والعديد من المواهب مازال يراهن على مثل هذه الأسماء، لأنني اكتشفت من خلال التجربة التي خضتها في الجزائر أن بلدكم بحوزته خزان من المواهب الشابة التي بإمكانها أن تفرض نفسها في المنتخب، كما وقفت كثيرا على إمكانيات بعض العناصر الجزائرية في الخارج وهو ما يجرني بالتأكيد إلى القول أن المنتخب الجزائري يملك أسلحة كثيرة في يده دون الاستعانة بالمادة الخام التي توجد في الخارج. بما أنك مدرب سابق للمنتخب الفرنسي ولديك عدة تجارب في مجال التدريب هل يمكن لك أن تفسر لنا عدم تحمس بعض المدربين الأجانب لتولي تدريب المنتخب الجزائري بالرغم من عودة هذا الأخير إلى الواجهة ؟ - لا.. لا أعتقد ذلك، لأن المنتخب الجزائري مازال يحظى بسمعة طيبة لدى المدربين وإشرافهم على العارضة الفنية يعد فخرا لهم لأنني عرفت الكثير منهم سبق وأن أبدوا اهتمامهم بمنتخبكم، ولكن الأكيد أن عدم تحمس البعض كما تقول يمكن أن يكون له صلة بالأمور المادية فقط، ولا علاقة للأمر بالجانب الفني كما تتصورون.. (يضيف ضاحكا) لو لم أتقدم في السن لقبلت عرض منتخبكم دون أي مشكل. هل أنت متفائل بمستقبل ''الخضر'' في الفترة المقبلة سيما وأن رهانا مصيريا ينتظرهم أمام المنتخب المغربي نهاية شهر مارس القادم بالجزائر ؟ - كرة القدم الحديثة لا تعترف بالمستحيل، لذا فإن المنتخب الجزائري قادر على العودة من بعيد لكن يجب أخذ الأمور بجدية لتحقيق هذا المكسب، أما بخصوص مبارة المغرب فأنا اعتبرها فرصة للاعبي منتخبكم لرد الإعتبار لأن تحقيق الفوز هو انتصار معنوي قبل كل شيء بالرغم من إقراري أن المواجهة لن تكون سهلة قياسا بالطابع الذي تكتسيه هذه المواجهة فضلا عن المواهب التي يملكها لاعبي المنافس. بما تريد أن نختم حوارنا معك؟ أشكركم كثيرا وتحياتي إلى الشعب الجزائري وبالتوفيق لمنتخبكم في الرهانات والتحديات المقبلة ؟