ممثلو النقابات: وزارة التربية لم تراع في قرارها مصلحة التلاميذ هددت نقابات التربية بردة فعل قوية ضد قرار الوزارة، القاضي بخصم ثلاثة أيام من مرتبات الأساتذة المتغيبين يوم الخميس، واعتبرته مجحفا وغير منطقي، رغم اعتراف بعضها بأنه قانوني، أين قالت أن القرار لا يخدم بأي حال من الأحوال مصلحة التلميذ الذي يعتبر الخاسر الأكبر، خاصة أنه لم يرد في قرار الوزارة ما يلزم الأساتذة باستدراك الحصص الضائعة. وصرح ممثلو النقابات الوطنية لقطاع التربية أنهم لن يكونوا ملزمين بتعويض الحصص التي تم تجاوزها يوم الخميس، بعد التعليمة التي أصدرتها وزارة التربية لمديريها على مستوى المؤسسات التربوية، بشأن العقوبات التي سيتم تسليطها على الأساتذة المتغيبين وكذا التلاميذ الذين رفضوا الإلتحاق بمقاعد الدراسة، أين تقرر مطالبة أوليائهم بالإجابة عن استفسارات الإدارة حول أسباب الغياب. "الكنباست" تعتبر القرار قانوني لكنه لا يخدم مصلحة الأستاذ والتلميذ قال المنسق الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني نوار العربي؛ أن التعليمة الصادرة عن وزارة التربية قانونية، إلا أنها تفتقر للمنطق والعقلانية التي كان ينبغي أن تتبعها الوزارة في حل مثل هذه الخلافات بينها وبين موظفيها، ذلك أن قرار الخصم لا يخدم كلا الطرفين الأساتذة والتلاميذ، كما أنه لن يكون الحل الأمثل للقضاء على الظاهرة مستقبلا. وأكد نوار العربي في اتصال ب"النهار" أمس؛ أن تعليمة وزارة التربية لن تحقق الغاية في ردع الموظفين وإجبارهم على عدم تكرار الغيابات، وأن هذا لن يكون معيارا للردع العام، مؤكدا أن نفس الأمر سيتكرر في حال كانت عاشوراء يوم الأربعاء، وهي التي لا يفصلنا عنها سوى ثلاثة أسابيع، مضيفا أنه كان على الوزارة العمل على مراعاة مصالح التلاميذ والأساتذة على حد سواء. وأشار نوار العربي في هذا الإطار واستنادا لقرار الوزارة؛ أن الأساتذة لن يكونوا ملزمين على تدارك حصة الخميس، التي يعتبر التلاميذ هم الخاسر الأكبر في هذه الحالة، لأن الخصم من مرتب الأستاذ لن يجبره على إضافة حصة للتدارك، حيث قال أنه كان على وزارة التربية اتخاذ قرار بتعويض حصص يوم الخميس وليس الخصم من مرتباتهم من أجل ضمان جميع المصالح. وقال المنسق الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني؛ أن الغياب حدث فعلا من قبل الأساتذة والتلاميذ، ولهذا كان على وزارة التربية تدارك الموقف بطريقة أخرى تضمن دراسة التلاميذ، بدل معاقبة الأساتذة على حساب مصلحة التلاميذ. "لونباف" تهدد بالرد في حالة تطبيق وزارة التربية تعليمتها ندد مسعود عمراوي ممثل الإتحاد الوطني لعمال التربية في اتصال ب"النهار" أمس، بالقرار الذي اتخذته وزارة التربية، مشيرا إلى أنه مجحف ولا يتسم بأي عقلانية، كما أنه لا يستند لأي مبرر، خاصة أن النقابات كانت قد طالبت بعطلة يوم الخميس الذي لن يتوفر فيه الجو الدراسي، حتى إن حضر جميع الأساتذة والتلاميذ. وقال مسعود عمراوي أن النقابة التي يعتبر هو مكلفا بالإعلام على مستواها لن تسكت على هذا القرار، وهي حاليا تنتظر تطبيقها من قبل الوزارة لتتخذ الإجراءات المناسبة ضدها، ذلك أن الأستاذ في هذه الحالة هو الضحية لأن كثيرين حضروا إلى المؤسسات ولم يجدوا تلامذتهم، فهل يعقل أن تجبرهم الإدارة على البقاء طول اليوم جالسين بين جدران الأقسام. وأضاف عمراوي أن كل شيء كان معطلا يوم الخميس الماضي فلا التلاميذ تمكنوا من الوصول إلى مقاعد الدراسة، ولا الأساتذة استطاعوا بلوغ المؤسسات التربوية، لأن كل القطاعات رفض موظفوها مزاولة عملهم، لذلك كان على الوزارة النزول عند طلب النقابات، بجعل يوم الخميس يوم عطلة مع تعويض حصصه في أيام دراسية أخرى أو جعله يوم السبت. وأكد ممثل الإتحاد الوطني لعمال التربية؛ أن الأساتذة وفقا لهذا القرار لن يكونوا مجبرين على تدارك حصصهم، كما أن الأستاذ الذي حضر ووجد أقل من عشر التلاميذ، كيف له أن يدرس هؤلاء ويعيد نفس الدرس في الحصة المقبلة، الأمر الذي دفع بالأساتذة إلى التفكير في المصلحة العامة للتلاميذ، عكس الوزارة التي قال أنها لم تر سوى مسألة الخصم حلا للمشكلة، والتي ستتفاقم حتما في حال طبقت الوزارة تعليمتها. "السناباست": الأستاذ لن يكون ملزما بالتعويض بعد الخصم قال المنسق الوطني للسنباست مزيان مريان في اتصال ب"النهار" أمس؛ أن قرار وزارة التربية، القاضي بخصم ثلاثة أيام من مرتبات الأساتذة يعتبر تحريض لكل نقابات التربية، كما أنّه لا يخدم مصلحة أي طرف من أطراف هذه المعادلة، في الوقت الذي كان في الإمكان معالجة الأمر بأكثر عقلانية، واجتناب حساسية الإضرابات والإحتجاجات التي يمكن توقعها كردة فعل. وأضاف مزيان مريان أن النقابات كانت قد اقترحت تعويض ساعات يوم الخميس بيوم السبت ومنتصف يوم الثلاثاء، ذلك أنه يتعذر على الكثيرين الإلتحاق بمناصبهم يوم الخميس نتيجة تعطل كل المصالح في مقدمتها النقل، مشيرا في ذات السياق؛ إلى أن الوزارة بهذا القرار لم تراع مصلحة التلميذ بالدرجة الأولى، لأن الأستاذ سيتجاوز حتما حصص يوم الخميس في حال الخصم من مرتبه. وطالبت نقابة "السنباست" وزارة التربية بعدم تنفيذ قراراها الرامي إلى الخصم من مرتبات الأساتذة، حفاظا على مصلحة التلميذ والأستاذ، ذلك أن الغيابات لم تقتصر فقط على الأساتذة وحدهم وإنما أغلبية التلاميذ تخلفوا أيضا عن مقاعدهم الدراسية، الأمر الذي سيؤدي بالأساتذة إلى تجاوز ساعات يوم الخميس في حال نفذت الوزارة تعليمتها. عقب رفض النقابات القطاعية قرار الخصم من الأجور وزارة التربية ترد .. الوزارة لا تناقش ما لا يناقش استغربت وزارة التربية الوطنية التصريحات النارية التي أطلقتها النقابات المستقلة، حول قرار هذه الأخيرة بالخصم من أجور الأساتذة و المعلمين المتغيبين يوم الخميس الماضي المصادف لثالث أيام عيد الأضحى. وحسب بعض إطارات وزارة التربية الوطنية الذين نقلت ''النهار'' تصريحاتهم أمس، والتي تقاطعت في نقطة واحدة، وهو أن الإجراء التي اتخذته الوزارة الوصية هو عادل ولا يناقش وأي غياب بطبيعة الحال يقابله خصم من الأجور، حسب قانون الوظيف العمومي مطالبين من النقابات التي اعتبرت الإجراء تعسفي ومجحف في حق الموظفين بتحمل مسؤوليتهم المادية والرضوخ لأمر الواقع، باعتبار أن الوزارة لن تتراجع عن قرارها. وقالت نفس المصادر أن يوم الخميس الماضي كانت مديريات التربية الوطنية عبر كامل التراب الوطني خالية على عروشها، باستثناء بعض الموظفين الذين فضلوا التضحية بخصوصية هذا اليوم المعظم و المعاملة بنفس الطريقة ليست عدلا، حيث ليس من العدل أن لا يتم الخصم من أجور المتغيين ويتم معاملتهم بنفس المعاملة، خاصة وأن وزارة التربية كانت واضحة وأصدرت تعليمة بالعمل يوم الخميس غير أن الجميع ضرب هذه التعليمة عرض الحائط. للإشارة فإن النقابات القطاعية هددت بالدخول في حركة احتجاجية في حال تنفيذ وزارة التربية قرارها القاضي بالخصم من أجور الموظفين لمدة ثلاثة أيام.